في 90 دقيقة فقط، انهار عملاق كرة القدم العالمية أمام منتخب صغير يفصله عنه 196 مركزاً في التصنيف العالمي. زلزال ضرب ألمانيا أمام سلوفاكيا، في مباراة اعتبرها الكثيرون تاريخية بكل المقاييس. المنتخب الذي فاز بكأس العالم 4 مرات يسقط بهدفين نظيفين أمام سلوفاكيا لأول مرة في التاريخ. هذه النتائج تُعيد رسم خريطة كرة القدم الأوروبية قبل مونديال 2026، حيث يبدو أن هناك موجة جديدة من التنافس تلوح في الأفق.
سلوفاكيا حققت انتصاراً تاريخياً على ألمانيا 2-0 في براتيسلافا، بينما بلجيكا اكتسحت ليختنشتاين بسداسية نظيفة. بفارق 196 مركزاً في التصنيف، وبرقم قياسي لألمانيا ذات الألقاب الأولمبية الأربعة، جاءت المباراة لتسجل 24 ثانية مذهلة فقط بين هدفي يوري تيليمانس. "لم نصدق ما حدث، ألمانيا سقطت أمام أعيننا"، هكذا وصف مشجع ألماني مصدوم مشهد المباراة الذي أحدث صدمة في المدرجات الألمانية، واحتفالات جماهيرية في شوارع براتيسلافا وبروكسل.
تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026 تأتي في نسخة موسعة بـ16 مقعداً بدلاً من 13. زيادة عدد المقاعد أثارت الحماس، بينما تراجع مستوى الجيل الألماني الحالي أثار تساؤلات عدة. المقارنات التاريخية لا تبتعد كثيراً عن هزيمة البرازيل 1-7 أمام ألمانيا في 2014، ولكن هذه المرة الأدوار انعكست. يتوقع المحللون إعادة هيكلة شاملة لكرة القدم الألمانية في المستقبل القريب.
التأثير على الحياة اليومية يتجاوز التوقعات؛ فقد تغيرت مواضيع المقاهي الرياضية، وارتفع الطلب على قمصان المنتخبات الصاعدة. بينما يقف الاتحاد الألماني تحت الضغط، فإن المنتخبات الصغيرة تشهد صعوداً في أسهمها. هذه الأحداث تعتبر فرصة ذهبية للمنتخبات الطموحة، وتحذير للفرق الكبيرة من الاستهانة بالخصوم. ردود الفعل كانت متنوعة بين الصدمة الألمانية والفرح السلوفاكي والإعجاب الدولي.
مع سقوط ألمانيا وصعود سلوفاكيا وتألق بلجيكا، تغيرت موازين القوى في الجولة الخامسة من التصفيات. نظرة للمستقبل توحي بأن مونديال 2026 سيشهد منافسة أكثر إثارة مع صعود منتخبات جديدة. لذا، تابعوا التصفيات بعين جديدة، ولا تستهينوا بأي منتخب مهما كان صغيراً. يبقى السؤال النهائي: "هل انتهى عصر الهيمنة الألمانية نهائياً، أم أن هذه مجرد غفوة مؤقتة لعملاق كرة القدم؟"