في تطور صادم هز أسواق العالم، سقط مقذوف جديد في مياه البحر الأحمر على بعد 178 ميلاً بحرياً من ميناء الحديدة، مما يؤكد استمرار تهديد الملاحة العالمية للمرة الـ365 منذ بداية حرب غزة. هذا المقذوف الواحد كفيل بزعزعة طرق التجارة التي تحمل 15% من حركة التجارة العالمية، وسط تحذيرات من خبراء بأن كل دقيقة تمر دون حل تعني ارتفاع فاتورة معيشتك أكثر.

تفاصيل مرعبة كشفها قبطان السفينة المستهدفة، حيث وصف التداخل الإلكتروني الشديد الذي جعل الاتصالات شبه مستحيلة: "فقدنا الاتصال مع العالم الخارجي لدقائق طويلة، والموجة العالية من انفجار المقذوف هزت السفينة بقوة." هذا المشهد المرعب يتكرر يومياً في ممر مائي حيوي يمر به ما قيمته تريليون دولار سنوياً من البضائع. الكابتن أحمد حسني، قبطان سفينة شحن مصرية، يروي خوفه اليومي: "نبحر ونحن نعد الثواني، كل صوت غريب يجعل قلوبنا تتوقف."

منذ 7 أكتوبر 2023، تحول البحر الأحمر من ممر آمن إلى منطقة حرب، حيث تواصل جماعة الحوثي شن هجمات منتظمة دعماً لقطاع غزة المحاصر. هذا السيناريو يذكرنا بأزمة قناة السويس عام 1956، لكن هذه المرة التهديد مختلف ومستمر. د. سامي العريان، خبير الشؤون البحرية، يحذر قائلاً: "نحن أمام كارثة اقتصادية عالمية إذا استمر إغلاق البحر الأحمر، وتكلفة تحويل الشحنات حول أفريقيا ستضاعف أسعار السلع."

التأثير لا يتوقف عند السفن، بل يصل مباشرة إلى مطبخك وسيارتك ومحفظتك. ارتفاع أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية أصبح واقعاً يومياً، حيث تشهد تكاليف التأمين البحري زيادة تصل إلى 300%. سارة المصري، موظفة لوجستية في إحدى الشركات الكبرى، تراقب بقلق: "كل يوم نستيقظ على أسعار جديدة، والعملاء يسألون عن سبب التأخير والغلاء."

• ارتفاع أسعار المحروقات بنسبة 20%
• تأخير وصول السلع الاستهلاكية لأسابيع
• زيادة تكلفة الشحن بنسبة تصل إلى 400%

البحر الأحمر اليوم أشبه بطريق سريع مليء بالألغام المخفية، والسؤال المحوري يبقى: هل سيستمر العالم في التفرج على كارثة اقتصادية تولد من رحم مأساة إنسانية في غزة؟ الخبراء يحذرون من أن الحل الوحيد يكمن في وقف الحرب على غزة، وإلا فإن صوت انفجارات البحر الأحمر سيتردد في محافظ المواطنين حول العالم لسنوات قادمة.