في مشهد لم تشهده الأسواق منذ عقود، حطم الذهب كل التوقعات وسجل رقماً قياسياً صادماً عند 3718 دولار للأوقية - ارتفاع يفوق 40% منذ بداية العام فقط! هذا الرقم الخرافي يعني أن كل من استثمر راتب شهر واحد في الذهب مطلع العام، يملك الآن راتب شهر إضافي مجاناً. والأخطر من ذلك: 12 مسؤولاً من البنك المركزي الأمريكي سيتحدثون هذا الأسبوع، وكلماتهم قد تشعل انفجاراً جديداً في الأسعار خلال ساعات.
انطلق الذهب كالصاروخ صباح اليوم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 1% ليصل إلى 3718.56 دولار للأوقية عند الساعة 10:22 بتوقيت الرياض، بعدما كسر حاجز الـ 3700 دولار للمرة الأولى في التاريخ. "قد نشهد تسجيل مستويات جديدة هذا الأسبوع إذا واصلت البيانات الاقتصادية إعطاء إشارات إيجابية"، هكذا حذر تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في شركة كيه سي إم تريد. فاطمة، المستثمرة الذكية من الرياض التي وضعت مدخراتها في الذهب مطلع العام، تبتسم اليوم وهي تراقب أرباحها تتضاعف: "لم أتخيل أن قراراً واحداً سيغير حياتي المالية بهذا الشكل".
وراء هذا الارتفاع المدوي قصة أكبر تبدأ من قلب واشنطن، حيث خفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بـ 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، فاتحاً الباب أمام موجة من التيسير النقدي. المستثمرون يراهنون بقوة على خفضين إضافيين هذا العام - احتمالية 93% في أكتوبر و81% في ديسمبر، وفقاً لأداة "فيد ووتش". المشهد يذكرنا بأزمة 2008، عندما لجأ العالم كله للذهب كملاذ آمن من العاصفة المالية. راي داليو، الخبير الاستثماري الشهير، يحذر بوضوح: "الذهب والعملات غير الورقية هي الملاذ الآمن مع تصاعد الديون الأمريكية".
لكن ماذا يعني هذا الارتفاع التاريخي لحياتك اليومية؟ الإجابة مؤلمة لمن لم يستثمر بعد: أسعار الذهب المحلي ستقفز خلال أيام، تكلفة الزفاف ستزيد، والمجوهرات التي كانت في المتناول أمس ستصبح حلماً بعيد المنال. أحمد، الموظف من جدة الذي تردد في شراء الذهب قبل 6 أشهر، يراقب الأسعار اليوم بحسرة: "خسرت فرصة مكاسب تزيد عن 25% بسبب ترددي". من جهة أخرى، تتوقع الأسواق موجة جديدة من الاستثمار في المعادن النفيسة، حيث ارتفعت الفضة 0.3% لتقترب من أعلى مستوى في 14 عاماً عند 43.20 دولار للأونصة.
الذهب يعيد كتابة قواعد اللعبة، والأسبوع القادم سيكون حاسماً لمصير الملايين من المستثمرين حول العالم. مع ترقب كلمات رئيس البنك المركزي جيروم باول يوم الثلاثاء وبيانات التضخم يوم الجمعة، تتجه كل الأنظار لواشنطن. الفرصة لا تزال متاحة لمن يريد الدخول، لكن الحذر مطلوب من التقلبات الحادة. السؤال الآن ليس متى سيتوقف صاروخ الذهب، بل هل أنت مستعد لما قد يحدث إذا تجاوز حاجز الـ 4000 دولار خلال الأسابيع القادمة؟