447 ألف ريال! هذا ما يكلفه كيلوغرام الذهب الواحد اليوم في السعودية، في قفزة قياسية مذهلة لم يشهدها السوق المحلي منذ فترة طويلة. في 24 ساعة فقط، ارتفع جرام الذهب عيار 21 بقيمة تعادل وجبة مطعم كاملة، مما دفع المستثمرين والمستهلكين على السواء للسباق لاقتناص الفرصة الذهبية.
شهد السوق السعودي اليوم ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب، حيث قفز سعر عيار 21 من 384.33 ريال إلى 388.77 ريال في يوم واحد فقط، معززاً بتطورات عالمية حيث ارتفعت أوقية الذهب إلى 3695 دولار بزيادة 0.4%، ما يعادل 4.44 ريال محلياً. وفي مقابلة مع محلل الأسواق المالية د. عبدالله السليمان، قال: "نتوقع كسر حاجز 4000 دولار خلال الأشهر القادمة." في هذه الأثناء، تزدحم محلات الذهب بالعملاء، ما بين مستفسرين ومشترين.
الخلفية المحيطة بهذا الحدث غير مسبوقة، حيث تأتي وسط توقعات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي ووسط تراجع الدولار. سياسة نقدية توسعية تبحث في ملاذات آمنة تسارع الطلب الآسيوي على الذهب. وإذا ما قارنا هذه الطفرة بالارتفاعات التي شهدتها فترات سابقة مثل 2008 و2011، فإننا نلاحظ سرعة وحدّة أكبر في الزيادات الحالية. الخبراء بدورهم يتوقعون بلوغ الأسعار 4500 دولار في ظل السياسات النقدية الحالية.
وفيما يتعلق بالتأثير المحلي، فإن أسعار خواتم الخطبة والتجهيزات الذهبية للمناسبات شهدت زيادة بنسبة 15% خلال شهر، ما يدفع العديد من العائلات إلى تأجيل الشراء. المستثمرون الصغار يبحثون عن بدائل، وسط فرحة المشترين السابقين وقلق المقبلين على هذه الخطوة. تنصح الأسواق بتوخي الحذر وعدم الشراء بواسطة الاقتراض، مع التأكيد على الفرص المتاحة للمستثمرين ذوي الرؤى طويلة الأمد.
بصفة عامة، الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب، محلياً وعالمياً، تُشير إلى أن الذهب في طريقه لكسر جميع الأرقام القياسية خلال الأشهر القادمة. النصيحة الأفضل حاليًا هي مراقبة السوق عن كثب، والاستثمار بحذر وبتدرج. السؤال الأهم: "هل ستكون من الذين اغتنموا الفرصة، أم من الذين ندموا على التأخير؟"