في جريمة وحشية تقشعر لها الأبدان، سجلت كاميرات المراقبة لحظات مرعبة لغدر عامل بصاحب العمل الذي وثق فيه لعامين كاملين، حيث نهب 3 كيلو من الذهب الخالص بقيمة تتجاوز 200 مليون ريال بعد أن طعن ضحيته أكثر من 20 طعنة في ظلام دامس بمحل الذهب وسط العاصمة صنعاء. الفيديو الصادم الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي يكشف تفاصيل لحظة الغدر التي هزت ضمير اليمن وأثارت دعوات واسعة للإعدام العلني في ميدان السبعين.
حمزة غالب يحيى أحمد ثابت الوصابي، هذا الاسم الذي صار مرادفاً للخيانة والغدر في اليمن، كان مجرد عامل بسيط في محل الذهب التابع للتاجر مروان عبدالعزيز عبدالغني طه السامعي. عامان كاملان من الثقة والمعاملة الطيبة انتهت في ثوانٍ معدودة بأبشع جريمة غدر شهدتها صنعاء. الكاميرات الأمنية رصدت من زوايا مختلفة كيف انقض الوصابي على رب عمله كالوحش الضاري، مستغلاً ظلام المحل وانشغال الضحية بإغلاق المتجر. "مروان السامعي رجل في الخمسينات بنى ثقة عمياء في عامله، والآن يصارع الموت في العناية المركزة" كما وصفه أحد أقاربه المقربين وهو يذرف الدموع.
الجريمة التي خُططت بدقة شيطانية تكشف عن انهيار مريع في منظومة القيم اليمنية، حيث استغل الجاني ثقة صاحب العمل الذي عامله كابن له طوال عامين. المعطيات تشير إلى أن الوصابي راقب حركة الذهب في المحل لشهور، وخطط لجريمته مستفيداً من معرفته بأوقات الإغلاق ونظام الحماية. 50 مليون ريال - هذا ما تمكن من بيعه من المسروقات قبل القبض عليه، أي 20% فقط من الغنيمة التي خطط لسرقتها. الخبراء يؤكدون أن هذه الجريمة تعكس تدهوراً خطيراً في النسيج الاجتماعي تحت سيطرة الحوثيين، حيث تتزايد جرائم الغدر والخيانة بشكل مقلق.
تجار الذهب في صنعاء يعيشون الآن في رعب حقيقي، فبعد انتشار الفيديو المرعب، بدأت موجة من فقدان الثقة تجتاح المحلات التجارية. "لن أعمل وحدي مرة أخرى، ولن أثق في أي عامل مهما طالت فترة عمله معي" هذا ما قاله أحد تجار الذهب في منطقة باب اليمن وهو يرتجف خوفاً. النتائج المدمرة لهذه الجريمة تتجاوز الخسائر المالية لتطال جوهر العلاقات الإنسانية في المجتمع اليمني. محمد العامل المجاور الذي سمع صرخات مرعبة في تلك الليلة المشؤومة، اعترف أنه اعتقد أنها مجرد أصوات من التلفاز، ليكتشف لاحقاً أنها كانت استغاثات رجل يحتضر تحت طعنات الغدر.
بينما يرقد مروان السامعي في العناية المركزة يصارع الموت، ويواجه الجاني مصيره القضائي وسط دعوات شعبية للإعدام العلني، تبقى الأسئلة المؤلمة معلقة في سماء صنعاء: كيف يمكن لعامين من الثقة والمعاملة الطيبة أن تنتهي بهذا الغدر الوحشي؟ وهل ستعود الثقة يوماً إلى شوارع صنعاء المحتلة، أم أن الخوف والريبة ستصبح هي القاعدة في التعاملات التجارية؟ الخبراء ينصحون التجار بضرورة تركيب أنظمة مراقبة متطورة وعدم العمل منفردين، لأن الثقة وحدها لم تعد كافية في زمن انهيار القيم.