في تطور صاعق وغير مسبوق، وصفت أربع قوى عالمية الوضيعة في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". لأول مرة منذ اندلاع الحرب، تتحد السعودية ومصر والإمارات وأمريكا في موقف واحد، تحديداً لمواجهة هذا التحدي العظيم. الوقت يمر بسرعة، حيث هناك 9 أشهر فقط لإعادة بناء السودان وإنقاذه من الانهيار الكامل.
من واشنطن، حيث تركزت مشاورات مكثفة بين وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وأمريكا، جاء البيان المشترك ليعلن عن خارطة طريق واضحة تهدف إلى إنهاء الصراع السوداني. أهم ما في البيان كان تحذيراً قوياً بأن "الحل العسكري للأزمة غير مجدٍ". الشعاع الأمل الذي يخترق الوضع السوداني حالياً يأتي وسط تحديات كبيرة في التنفيذ، في ظل الأزمات المتفاقمة.
وكانوا قد أكدوا أن مستقبل السودان "يقرره شعبه" من خلال "عملية انتقالية شاملة وشفافة، بعيداً عن سيطرة الأطراف المتحاربة".
تأتي هذه المبادرة كامتداد لفشل المبادرات السابقة وتصاعد المعاناة الإنسانية، الأمر الذي دفع القوى الكبرى للتدخل بإجراءات جادة. وسط تواجد الدعم العسكري الخارجي المستمر وتدخل الجماعات المتطرفة، وكذلك تهديد أمن البحر الأحمر؛ تُعتبر هذه المبادرة ضرورة حتمية. كما يُجمع الخبراء على أنها الأقوى والأوضح مقارنة بالمحاولات السابقة.
يشعر النازحون السودانيون بأمل جديد في العودة إلى ديارهم في ظل هذه التطورات، في الوقت الذي تترقب فيه أسواق البحر الأحمر تحسن الأمان الإقليمي. على الرغم من هذا، فإن التفاؤل في أسواق المال الإقليمية يظل حذراً. بين النتائج المتوقعة، نجد هدنة جزئية وإنطلاق مفاوضات مباشرة بين الأطراف، مما سيمهد الطريق لتدفق المساعدات الإنسانية.
الوقت الآن لدعم هذه المبادرة، بهدف إنقاذ السودان من براثن الحرب والدمار. فهل ستحقق هذه المحاولة الأخيرة أهدافها، أم أن البلاد محكومة حتمياً بمصير مأساوي لا مفر منه؟
