87% من العالم اتحد في لحظة تاريخية واحدة، مع إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا تاريخيًا يدعم إعلان نيويورك لتنفيذ حل الدولتين. للمرة الأولى منذ 75 عاماً، صوّتت 142 دولة لصالح الخطة، في زلزال دبلوماسي يضع أمريكا وإسرائيل في عزلة دولية خانقة. النافذة مفتوحة الآن، إذ أن الفرص لا تنتظر أحدًا لفترة طويلة.
في تصويت تاريخي شهده مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وحضره 164 دولة، قادت كل من فرنسا والسعودية الجهود لاعتماد القرار. هذا التصويت جاء بنسب تأييد ساحقة: 142 مؤيد، 10 معارض، و12 ممتنع، ليصبح أقوى تأييد دولي في التاريخ الحديث حول هذه القضية. ماكرون صرّح بقوله: "مستقبلٌ آخر ممكن. شعبان، دولتان" ما يكشف عن خارطة طريق جديدة بين إسرائيل وفلسطين. صدمة كبيرة تعم العاصمة واشنطن وتل أبيب، في حين تحتفل العواصم العربية بموقف موحّد.
كانت عقود من الفشل في تحقيق السلام قد أضفت نوعًا من التشاؤم، لكن يبدو أن تغييرات في السياسات الدولية جاءت بعد التصعيد الأحدث في غزة. ومن خلال القيادة الفرنسية والدور السعودي الجديد، تقاطعت مصالح عديدة لتحقيق هذا القرار. قرار إنهاء الفصل العنصري وتقسيم 1947 يعدان مقارنات تاريخية بارزة لهذه اللحظة. الخبراء يصنّفونها كنقطة تحول في تاريخ الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
التصويت لا يحمل فقط التأثير الدولي، بل يمس حياة الناس بشكل مباشر؛ حيث ينبعث الأمل من جديد في الأجيال الفلسطينية، في حين يشعر الإسرائيليون بالقلق المتزايد. مؤتمر نيويورك القادم يمكن أن يكون الخطوة العملية التالية، مع ضغط اقتصادي ودبلوماسي محتمل على إسرائيل. ومع ذلك، هناك تحذيرات من خطر التصعيد. الفرح يملأ القلوب في المنطقة العربية، في حين أن الغضب يسيطر على الأجواء الإسرائيلية وخيبة الحيرة في واشنطن.
العالم اتحد، إسرائيل معزولة، الفرصة سانحة. سيكون مؤتمر نيويورك الخطوة العملية التي قد تحقق السلام المنشود. وهذه الدعوة موجهة للجميع لدعم هذه المبادرة التاريخية والضغط على الحكومات للاستعداد للمستقبل الجديد. "هل ستكون هذه المرة مختلفة؟ أم سنشهد ضياع فرصة أخرى في التاريخ؟" السؤال النهائي يبقى، لكن الأمل لا يزال موجودًا.
