كشف المركز الوطني للأرصاد عن اقتراب موجة باردة جديدة ستؤثر على سبع مناطق سعودية خلال الاثنين والسبعين ساعة المقبلة، مصحوبة بأمطار رعدية غزيرة وتحذيرات من تشكل سيول في المناطق المنخفضة والأودية، في حين تتزايد المخاوف من ظاهرة "أمطار الأيام الستة" التي تهدد بالاستمرار لفترة طويلة.
تشمل المناطق المتوقع تأثرها بالموجة الباردة الجديدة كلاً من جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة ونجران والمدينة المنورة وأجزاء من المنطقة الشرقية والرياض. وتتوقع الأرصاد أن تبدأ التأثيرات الفعلية للموجة مع ساعات ظهر يوم الثلاثاء، حيث ستنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ في المناطق الشمالية والوسطى.
أشارت النشرات الجوية إلى أن هذه الموجة الباردة تأتي ضمن نشاط غير اعتيادي للفاصل المداري ومنخفض الهند الموسمي، مما يؤدي إلى ظروف جوية متناقضة تجمع بين البرودة الشديدة والأمطار الغزيرة. وحذر خبراء الأرصاد من أن هذا التناقض المناخي يعكس تأثيرات التغيرات المناخية العالمية التي تسبب تطرفاً في الظواهر الجوية.
ووفقاً للتنبؤات المفصلة، ستشهد مناطق جازان وعسير والباحة أمطاراً رعدية غزيرة مصحوبة بزخات برد ورياح نشطة تصل سرعتها إلى ستين كيلومتراً في الساعة. فيما ستواجه منطقتا مكة المكرمة ونجران هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة قد تؤدي إلى جريان السيول في الأودية والمناطق المنخفضة.
تسجل درجات الحرارة تفاوتاً كبيراً عبر مناطق المملكة، حيث تصل إلى خمس وأربعين درجة مئوية في الدمام، بينما تنخفض إلى سبع عشرة درجة في مرتفعات أبها والسودة. وتشهد المدينة المنورة أعلى درجات الحرارة المسجلة عند أربع وأربعين درجة مئوية مع سماء غائمة وفرصة لهطول أمطار رعدية.
أما بالنسبة لظاهرة "أمطار الأيام الستة"، فقد أصدرت مراكز الأرصاد تحذيرات حمراء من موجة أمطار استثنائية تمتد لستة أيام متواصلة، وهو أمر غير معتاد في شهر أغسطس الذي يشهد عادة أجواء جافة. هذه الموجة المطرية الطويلة تثير مخاوف خاصة بشأن تأثيرها على المباني التاريخية والأثرية، خاصة بعد الأضرار التي لحقت ببعض المعالم التراثية في مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
شدد المركز الوطني للأرصاد على ضرورة اتخاذ احتياطات صارمة خلال هذه الفترة، داعياً المواطنين إلى تجنب التنقل في مجاري الأودية ومناطق تجمع مياه السيول. كما نصح بارتداء الملابس الشتوية الثقيلة والحذر الشديد أثناء القيادة، خاصة في المناطق التي تشهد هطول أمطار كثيفة ورياحاً نشطة مثيرة للغبار والأتربة.
تشير التوقعات إلى أن الرياح الشمالية الغربية ستهب على البحر الأحمر بسرعة تتراوح بين خمسة وعشرين إلى خمسة وأربعين كيلومتراً في الساعة، مما يرفع الأمواج إلى مترين ونصف، فيما ستكون الرياح أخف على الخليج العربي بسرعة عشرة إلى ثلاثين كيلومتراً في الساعة.
أكدت الجهات المختصة على أهمية متابعة التحديثات المستمرة للنشرات الجوية، خاصة مع احتمالية امتداد تأثيرات هذه الموجة الباردة لأيام إضافية. وأشارت إلى ضرورة الاستعداد المسبق للتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي المحتمل وتخزين كميات كافية من المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، خاصة في المناطق النائية والجبلية التي قد تواجه صعوبات في الوصول إليها خلال فترات الطقس السيء.
