وجه هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، تحذيراً واضحاً للمستثمرين والمواطنين المصريين بعدم بيع مقتنياتهم الذهبية في الوقت الحالي، وذلك مع ارتفاع أسعار المعدن النفيس بمقدار 5 جنيهات ليصل عيار 21 إلى مستوى 4585 جنيهاً للبيع في منتصف تعاملات اليوم الأربعاء.
يأتي تحذير الخبير المصري في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون حول العالم اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي من المتوقع أن يؤثر على حركة الأسواق العالمية بما في ذلك سوق الذهب.
أكد ميلاد في تصريحاته أن الوقت الحالي لا يُعد مناسباً لبيع الذهب بهدف جني الأرباح السريعة، خاصة في ظل غياب البدائل الاستثمارية الجذابة محلياً، مثل طرح شهادات ادخار بفوائد مرتفعة أو أدوات ادخار طويلة الأجل. وأشار إلى أن المعدن الأصفر يعتبر وسيلة ادخار آمنة للمصريين، خصوصاً في ظل عدم استقرار سعر الصرف والتغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
شهدت أسواق الذهب في مصر ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الأربعاء، حيث سجل عيار 24 مستوى 5240 جنيهاً للبيع بعد زيادة قدرها 6 جنيهات، فيما ارتفع عيار 22 بواقع 5 جنيهات ليصل إلى 4803 جنيهات للبيع. كما صعد سعر الجنيه الذهب بقيمة 40 جنيهاً ليسجل 36680 جنيهاً للبيع.
وفي الأسواق العالمية، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.43% أو ما يعادل 14.3 دولار لتصل إلى مستوى 3362.5 دولار للأونصة، مدعومة بضعف الدولار الأمريكي بعد بيانات التضخم الأمريكية المعتدلة التي عززت الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
يركز المحللون على تأثير اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين على الأسواق، حيث علق تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد، بأن "المعدن النفيس يتأرجح حول مستوى 3350 دولاراً قبل اجتماع ترامب وبوتين يوم الجمعة". وأضاف ووترر أنه "إذا لم يسفر الاجتماع في ألاسكا عن حل أي شيء واستمرت الحرب في أوكرانيا، فقد يعاود الذهب الارتفاع نحو مستوى 3400 دولار".
قلل البيت الأبيض من توقعات التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، حيث وصف القمة بأنها "تمرين استماع للرئيس"، مما زاد من حالة الترقب في الأسواق العالمية.
كانت أسواق الذهب في مصر قد شهدت في مطلع الأسبوع الجاري حالة من التذبذب الملحوظ، حيث تراجعت الأسعار بشكل مفاجئ مع بدء التعاملات الأسبوعية يوم الاثنين، متأثرة بالهبوط العالمي في أسعار الأونصة. وأوضح ميلاد أن "سعر الأونصة في الأسواق العالمية يعتبر العامل الرئيس المحدد لاتجاه أسعار الذهب محلياً، حيث ينعكس أي تحرك عالمي سريعاً على السوق المصرية".
في الوقت نفسه، شهدت أسواق الذهب في السعودية استقراراً نسبياً، حيث سجل عيار 24 حوالي 404.41 ريال للجرام، بينما بلغ عيار 21 نحو 353.86 ريال. ويشير المحللون إلى أن الاستقرار في الأسواق السعودية يعكس تأثر أقل بالتقلبات قصيرة المدى مقارنة بالسوق المصرية.
تعكس نصيحة خبير الذهب المصري بعدم البيع الآن حرصه على مصلحة المستثمرين الأفراد، خاصة وأن الذهب يمثل ملاذاً آمناً في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. كما تتزامن هذه التوصية مع ترقب الأسواق لنتائج المحادثات الدولية المقررة هذا الأسبوع، والتي قد تحدد الاتجاه المستقبلي لأسعار المعدن النفيس على المستويين الإقليمي والعالمي.