الرئيسية / مال وأعمال / 169 مليار دولار إنفاق الشرق الأوسط على التكنولوجيا بحلول 2026 - وقطاع واحد يحقق نمواً مذهلاً بنسبة 37%
169 مليار دولار إنفاق الشرق الأوسط على التكنولوجيا بحلول 2026 - وقطاع واحد يحقق نمواً مذهلاً بنسبة 37%

169 مليار دولار إنفاق الشرق الأوسط على التكنولوجيا بحلول 2026 - وقطاع واحد يحقق نمواً مذهلاً بنسبة 37%

نشر: verified icon مروان الظفاري 06 أغسطس 2025 الساعة 05:35 صباحاً

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ازدهاراً ملحوظاً في الإنفاق التقني، حيث تتوقع شركة غارتنر المتخصصة في الأبحاث التقنية وصول هذا الإنفاق إلى 169 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026، محققاً نمواً قدره 8.9% مقارنة بالعام السابق، مدفوعاً بشكل أساسي بثورة الذكاء الاصطناعي والاستثمارات الضخمة في البنى التحتية الرقمية المتطورة.

​«غارتنر»: الإنفاق على البرمجيات سيزداد بنسبة 13.9 % نتيجة تسارع تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي (غيتي)

ويبرز قطاع أنظمة مراكز البيانات كأسرع القطاعات التقنية نمواً في المنطقة، إذ يتوقع أن يحقق نسبة نمو استثنائية تبلغ 37.3% خلال عام 2026، ليصل إجمالي الإنفاق عليه إلى نحو 13 مليار دولار. هذا النمو المذهل يعكس الحاجة المتزايدة لبنى تحتية حاسوبية قوية قادرة على استيعاب متطلبات تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعلم الآلي المتقدم، والتي تستلزم قدرات معالجة هائلة للبيانات.

تصف ميم بيرت، نائب الرئيس للممارسات لدى غارتنر، هذا التحول بقولها إن دول مجلس التعاون الخليجي تستثمر استقرارها الاقتصادي وبنيتها التحتية المتقدمة في بناء منظومة رقمية شاملة تجعلها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا. وتضيف أن هذه الدول تركز على جذب الشراكات العالمية وتنمية المهارات الرقمية المحلية لدعم اقتصادات مرنة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

«غارتنر»: أنظمة مراكز البيانات ستحقق أعلى معدل نمو بين القطاعات التقنية بنسبة 37.3 % في 2026 (غيتي)

ويظهر الطلب الأكبر على أنظمة مراكز البيانات من قبل الجهات الحكومية ومزودي الخدمات السحابية والمؤسسات التقنية المتخصصة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. ويوضح إياد طاشوالي، نائب الرئيس للاستشارات لدى غارتنر، أن هذا الإقبال المتزايد ينتج عن التراكم الكبير في الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعلم الآلي، التي تحتاج لقوة حوسبية استثنائية لمعالجة كميات ضخمة من البيانات بكفاءة عالية.

ومن جانب آخر، يتوقع أن يشهد الإنفاق على البرمجيات ارتفاعاً ملموساً بنسبة 13.9% ليبلغ 20.4 مليار دولار في عام 2026، مع تسارع المؤسسات في تبني حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي المدمجة في التطبيقات المؤسسية وأدوات الإنتاجية. وتشير التوقعات إلى أن 75% من الإنفاق العالمي على البرمجيات بحلول عام 2028 سيكون موجهاً نحو حلول تحتوي على خصائص الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يعكس التحول الجذري في طبيعة الطلب على الحلول التقنية.

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة بل أصبح عنصراً أساسياً في الخطط الاستراتيجية للمؤسسات

وتشير التحليلات إلى أن خدمات تكنولوجيا المعلومات ستحقق نمواً قوياً بنسبة 8.3% لتصل إلى 36.9 مليار دولار، بينما سيبلغ الإنفاق على الأجهزة 35.2 مليار دولار بزيادة 7.4%. وتظل خدمات الاتصالات الحصة الأكبر من السوق التقني في المنطقة بقيمة 63.5 مليار دولار، رغم نموها المعتدل بنسبة 4.2%.

ويؤكد طاشوالي أن المؤسسات في المنطقة لم تعد تنظر للذكاء الاصطناعي كمجرد أداة إنتاجية مساعدة، بل باتت تعتبره عنصراً مركزياً في استراتيجيات النمو والتطوير طويلة المدى. ويشدد على أن الميزة التنافسية المستقبلية ستعتمد على ثلاثة محاور أساسية: بناء قواعد بيانات قوية وموثوقة، وتطوير منصات تقنية قابلة للتوسع والتكيف، وتنمية مهارات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الكوادر البشرية.

وتعكس هذه التوقعات انتقال السوق التقني في الشرق الأوسط من مرحلة التوسع السريع والنمو التلقائي إلى مرحلة أكثر نضجاً تتسم بالاستثمار المدروس والمستدام، والذي يركز على تحقيق عوائد واضحة وقابلة للقياس من الاستثمارات التقنية. وتعتمد غارتنر في وضع توقعاتها هذه على تحليل شامل لبيانات مبيعات أكثر من ألف مزود لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات عالمياً، إلى جانب أبحاث أولية وثانوية متعمقة لضمان دقة النظرة المستقبلية لتوجهات الإنفاق في المنطقة.

شارك الخبر