تمكنت السلطات المحلية في صنعاء من كشف واحدة من أخطر أكبر عمليات الاحتيال المالي في تاريخ اليمن، حيث ألقت القبض على ثلاث سيدات نجحن في جمع ما يقارب 211 مليار ريال يمني من جيوب وخزائن حوالي 130 ألف مواطن.
وكشفت المصادر أن المتهمات الثلاث هن فتحية المحويتي (ممثلة شركة فلافور تهامة)، وبلقيس الحداد (ممثلة شركة قصر السلطانة)، وفادية عقلان (ممثلة شركة إعمار تهامة)، حيث استخدمن شركات وهمية تدعي تقديم عوائد استثمارية مرتفعة لاستقطاب الضحايا.
وقد اعتمدت المتهمات على استراتيجيات تسويقية مبتكرة ووعود بتحقيق أرباح سريعة، مما دفع العديد من المواطنين إلى بيع ممتلكاتهم الثابتة من منازل وأراضٍ طمعاً في الثراء السريع، قبل أن تنكشف عملية الاحتيال.
وقد أثارت القضية تساؤلات حول فاعلية الدور الرقابي للجهات المختصة، خاصة مع تمكن هذه الشركات من العمل دون تراخيص قانونية أو رقابة مالية، فيما يرى خبراء اقتصاديون أن نجاح هذه العمليات الاحتيالية يعود أيضاً إلى افتقار السوق لبدائل استثمارية آمنة ومنظمة قانوناً في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
ويطالب مختصون بتعزيز آليات الرقابة المالية وإنشاء مؤسسات استثمارية شفافة تحمي أموال المواطنين وتتيح لهم فرص استثمار آمنة، على غرار نموذج "يمن موبايل" الذي يعتبر مثالاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص.