تعددت طرق المزارعين في حماية محاصيلهم من المخاطر المختلفة، لكن قصة المواطن السعودي حسن بن سعيد العمري تبقى فريدة من نوعها.
هذا المزارع الذي يعيش في المنطقة الجنوبية التابعة لمحافظة المجاردة، قرر أخذ زمام المبادرة بعدما سئم من هجمات القرود المتكررة التي أتلفت محاصيله وهددت مصدر رزقه.
حكايته مع المصيدة المبتكرة التي تمكنت من اصطياد عشرات القرود أصبحت حديث المنطقة، وتظهر مدى قدرة الإنسان على إيجاد حلول إبداعية للمشكلات اليومية التي تواجهه.
ابتكار المصيدة الذكية ونجاحها:
بعد معاناة طويلة مع هجمات القرود المتكررة على مزرعته، لجأ حسن العمري إلى تصميم مصيدة مبتكرة لحماية محاصيله من التلف.
وأوضحت المصادر أن المصيدة تتكون من شبك مصنوع من الحديد تم تصميمه بطريقة ذكية تسمح بدخول القرود من خلال فتحات معينة، لكنها لا تتيح لها الخروج بعد ذلك.
وتعتمد فكرة المصيدة على فهم سلوكيات القرود وميلها للبحث عن الطعام، حيث قام العمري بوضع بعض الأطعمة المغرية داخل المصيدة لجذب تلك الحيوانات.
وجاءت النتائج مذهلة بكل المقاييس، إذ كشف الفيديو المتداول عن نجاح مصيدة العمري في اصطياد ما لا يصدق - 41 قرداً في يوم واحد فقط. هذا الإنجاز الملفت يعكس نجاعة التصميم الذي ابتكره المزارع السعودي ومدى فهمه لسلوك تلك الحيوانات.
ويشير موثق الفيديو إلى أن الاصطياد تم بطريقة لم تؤذِ القرود، وكانت الغاية منه فقط إبعادها عن المزرعة لحماية المحاصيل التي تمثل مصدر رزق للعمري وعائلته.
ردود الأفعال والتداعيات
أثار الفيديو الذي وثق عملية اصطياد القرود جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وتباينت ردود الفعل حوله بشكل كبير.
ووفق ما نقلته مصادر محلية، أشاد العديد من المزارعين بخطوة العمري واعتبروها حلاً عملياً لمشكلة يعانون منها بشكل متكرر، فيما رأى فيها آخرون نموذجاً للإبداع والابتكار في مواجهة التحديات الزراعية.
على الجانب الآخر، عبّر بعض المهتمين بالبيئة عن قلقهم من طريقة التعامل مع الحيوانات البرية، داعين إلى ضرورة إيجاد حلول مستدامة تراعي التوازن البيئي.
ويذكر أن القصة لم تنته عند اصطياد القرود فحسب، بل تم التواصل مع الجهات المختصة لنقل تلك الحيوانات إلى بيئتها المناسبة.
هذا الإجراء يعكس وعياً بضرورة التعامل المسؤول مع الحياة البرية، ويؤكد أن هدف العمري لم يكن إيذاء القرود بقدر ما كان حماية محاصيله.
وبحسب ما صرح به شهود عيان، استجابت الجهات المعنية بسرعة للتعامل مع الوضع، مما يشير إلى التزام رسمي بقضايا الحفاظ على التوازن البيئي.
التأثير على المزرعة والمجتمع المحلي:
انعكس نجاح العمري في اصطياد القرود إيجاباً على مزرعته، حيث تحسنت حالة المحاصيل بعد توقف هجمات القرود المتكررة.
وبات الحدث محور اهتمام المجتمع المحلي، مثيراً نقاشات حول كيفية تحقيق التعايش بين النشاط الزراعي والحياة البرية في المنطقة.
كما شكلت قصة العمري مصدر إلهام للمزارعين الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة في مناطق مختلفة.
وأصبحت قصة المزارع السعودي حسن العمري نموذجاً للإبداع الريفي في مواجهة التحديات البيئية، وتسلط الضوء على معاناة المزارعين في المناطق التي تتواجد فيها الحيوانات البرية بكثرة.
ومع تداول الفيديو على نطاق واسع، أصبحت القصة مثالاً على قدرة الإنسان على إيجاد حلول مبتكرة، مع ضرورة موازنة تلك الحلول مع الاعتبارات البيئية والحفاظ على التنوع الحيواني في المنطقة.
ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن تطوير استراتيجيات أكثر استدامة تضمن حماية المحاصيل الزراعية دون التأثير على التوازن البيئي في المناطق الريفية؟
