قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن فيروس كورونا (كوفيد-19) المستجد سيكون ضربة كارثية على اليمن الذي يشهد حربا مدمرة منذ خمسة أعوام.
وقالت المنظمة في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي إن فيروس كورونا جاء ليشكّل خطرا محدقا يُضاف إلى المخاطر التي تهدّد الشعب اليمني مشيرة إلى أن السيطرة على الإصابات بفيروس كورونا المستجد أكثر صعوبة.
قد يعجبك أيضا :
وأضافت "رغم تسجيل إصابة واحدة فقط بالفيروس في اليمن، يبدو أن تفشي الوباء حتمي، مع استمرار ارتفاع عدد الحالات في الدول المحيطة وانهيار نظام الرعاية الصحية في البلاد نتيجة الحرب.
وأشارت إلى أن الشعب اليمني الذي يَعدّ 30 مليون نسمة تحمل أكثر من خمسة أعوام النزاع، الذي خلق ظروفا سهّلت التفشي العارم لأمراض عدّة شملت الكوليرا، والخناق، والحصبة، وحمى الضنك.
ولفتت إلى أن الكوليرا أثّرت وحدها في كلّ عائلة يمنية تقريبا بشكل أو بآخر، وسط الاشتباه بحوالي مليونيّ حالة منذ 2016، بحسب "الأمم المتحدة".
وقالت إن موجة جديدة من الكوليرا تلوح في الأفق، مع حلول موسم المطر وحصول فيضانَين بارزَين في صنعاء ومدينتين أخريَيْن مؤخرا. سيكون تفشٍّ إضافي لفيروس كورونا المستجد كارثيا.
وأردفت هيومان رايتس إن "أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن إمّا أقفلت أبوابها، أو تعمل بجزء من طاقتها. منذ 2015، لا تستهدف أطراف النزاع المرافق الطبية وحسب، وإنّما أيضا الطاقم الطبي من خلال تهديد عمّال القطاع الصحي، وجرحهم، وخطفهم، واحتجازهم، وقتلهم".
واستطردت رايتس ووتش "حتى في ظلّ التنسيق بين السلطات والجماعات الصحية في المناطق الشمالية، والجنوبية، والشرقية من البلاد، لا تملك أيّ منطقة الموارد والجهوزية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد".
وقالت هيومان رايتس "قد يكون فيروس كورونا أسوأ من جميع الكوارث التي شهدها المدنيون اليمنيون. ودعت أطراف النزاع إلى اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين في المناطق تحت سيطرتهم، والالتزام بقوانين الحرب، وضمان تسهيل مرور المساعدات الإنسانية دون عوائق، لكي يحظى اليمن بفرصة مكافحة هذا الوباء.