الرئيسية / كتابات وآراء / غزو الوطن بقوى الداخل !

غزو الوطن بقوى الداخل !

يحيى حمران
السبت , 01 نوفمبر 2014 الساعة 10:40 صباحا
لم تجرؤ الولايات المتحدة الأمريكية الإقدام على غزو اليمن عقب تكبدها خسائر فادحة في أفغانستان والعراق و أعلنت اليمن ثالث دولة مصدرة للإرهاب و بعد دراسات قام بها خبراء أجانب عن طبيعة اليمن وقساوة تضاريسها وشراسة شعبها المقاتل الذي يمتلك أكثر من ستين مليون قطعة سلاح يستخدمها بمهارة دون أن يخطئ الهدف عند القتال إذا واجه عدوا غازي فعملت على إيجاد خطة قتالية تجنبهم المزيد من الخسائر خصوصا اثر الانتفاضات الشعبية في مختلف مدن أمريكا ضد سياسة بوش الابن بسبب ما خسرته بلادهم ماليا وعسكريا جراء الحرب التي شنتها في الشرق الأوسط ضد ما بررت له إدارته بالحرب على الإرهاب ..

لذلك لم تجد بدا من أن تخلق ( فوضى خلاقة كما وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية كند ليزا رايس ) في اليمن وبعض دول المنطقة يتم من خلالها إيجاد صراع داخل هذه الدول لتجنب أي هجمات قد تتعرض لها مصالحهم من قبل متطرفين يمنيين أو عرب كما أسموهم آن ذاك ، فتم تغذية بعض القوى التقليدية مناطقيا وطائفيا وإقناع أتباعها بأفكار تعادي من يخالفهم حتى أصبح أتباع كل جماعة يعتقد أن أتباع القوى الأخرى اشد عداوة له من أمريكا وإسرائيل التي يجمع كل المتصارعين في اليمن على عدائهم لهاتين الدولتين مع قناعتهم المطلقة بأنه يجب القضاء على العدو الداخلي قبل الخارجي أي ( أمريكا وإسرائيل ) كون من يخالفهم من أبناء جلدتهم عميل آو تابع صنعته مخابرات عالمية لمواجهتهم .

فتحول من يطلقون على أنفسهم مجاهدي اليمن من مناضلين ضد هيمنة الغرب وتسلط اليهود على المسلمين حد تعبيرهم الى منفذي مشاريع وأجندة لا تخدم سوى أعداء الوطن بعلم منهم أو بدون علم فما كان مفترض على أمريكا أن تقوم به حسب تصريحات رئيسها عقب غزو بغداد أن اليمن ستكون المحطة القادمة في القضاء على الإرهاب عسكريا حصل الآن ولكن بصراع داخلي قضى على كل أمل في نهوض الوطن وبناء الدولة ..

وبما انه تم تدمير الدولة اليمنية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وبدون أن تخسر الولايات المتحدة دولار آو يصاب لها جندي في معركة فهذا انجاز يجعلها تقف موقف المتفرج المتبلد ألا حيادي حتى ، وما يضيرها أصلا أن يهلك شعب اليمن آو تدمر دولته ويصبح أشبه بغابة يأكل القوي فيها الضعيف مادامت مصالحها بعيده كل البعد عن مايحدث ، ومايدور من قتل ودمار هنا وهناك ليس إلا في شعب ودولة يعتبرهما سوق خصبة لبيع منتجاتهم الحربية والعسكرية أيضا فهم الرابحين في كلا الحالات من القتال الدائر والمستمر.

وبتالي فان من يتقاتلون ويتناحرون ويقضون على ما تبقى من معالم الدولة لأجل مشاريع طائفية آو عرقية سلالية آو مناطقية كانت لايعملون إلا من اجل تحقيق أهداف دولية لا تمس بمصالح الوطن في شئ وقد يكونون على علم بهذا آو بحسن نية لكن النتائج تدمير البلاد ليحدث ما حدث في أفغانستان والعراق مع فارق الخسارة الأمريكية في تلك البلدان .

فمتى تعقل وتعترف مراكز القوى بما اقترفته أيديهم من جرم في حق الوطن والمواطن ويعملون على بث ثقافة التسامح والمحبة فيما بين أطياف الشعب الواحد ومكوناته المختلفة ويبنون وطن ودولة يحكمها القانون .. آم إنهم سيستمرون في كيل التهم فيما بينهم واستخدام القوة لإسكات الأخر وتغييبه والتي لن تجدي في مايؤملون إليه بقدر ماستدمر الوطن الذي يضنون ويبشروا أتباعهم أنهم لحاضره يبنون ولمستقبله يشيدون .. !!