اليمن بين لعب صالح ولعبة المصالح
سعيد البيلال
الثلاثاء , 23 أغسطس 2011
الساعة 11:12
صباحا
خطاب صالح هذه المرة لم يخلو كالعادة من نفس النبرة الحادة والاستعلاء والزهو بذاته في مقابل الاستهزاء بالخصوم والتقليل من حجمهم وتقزيم ثورتهم وهي طريقة لطالما عرف بها هذا الرئيس المراوغ وترتكز بالأساس على توظيف بعض المصطلحات والمفردات التي تنتمي حصريا لمعجمه الخاص جدا مثل \"الانقلابيين\" و\" أصوات نشاز\" و\" فاتكم القطار\" وغيرها...
وعلى العموم لم يعد أحد ينتظر من صالح أي جديد، فهذا الرجل الماكر بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء حكم اليمن لثلاثة عقود واستطاع بدهاء وحنكة أن يمر بسلام وسط حقول الألغام ومنعرجات السياسة، وتمكن من تشييد نظام عائلي/ ريعي/ بوليسي بتركيبة بشرية براغماتية انصهرت في بوتقة من المصالح المتبادلة، مما ساعده على الاستقرار النسبي وبالتالي ربح هامش كبير للمناورة وإعادة إنتاج المشروعية بشتى الطرق واللعب بكل الأوراق وفق قواعد وحده من حددها وعلى رقعة ملعب بناه على هواه ولا زال يتحكم فيه مثلما يريد.
صالح واللعب بمستقبل اليمن السعيد بثورته
مرت أكثر من ستة شهور على ثورة الشباب في ساحات التغيير بمختلف المحافظات اليمنية، ثورة نجحت بشكل غير مسبوق في أن تجمع تحت يافطتها كل الأعمار والفئات والمطالب وتقفز على كل الخلافات السياسية الهامشية ( الحراك، اللقاء ..) والحروب الطائفية المختلقة ( صعدة..) وأن ترسي معالم الوحدة الوطنية والترابية للبلاد، وأن تجترح لنفسها مكانة خاصة جدا بين ثورات الربيع العربي حيث أسست لشعارات أصبحت عناوين لهذا الربيع ( إرحل، سلمية...) وأيقونات تنظيمية يمانية الصنع ( الأكف المنقوشة، السواعد المرفوعة، النسوة المصطفة..) وأعطت درسا بليغا في التمسك بسلمية الثورة رغم وفرة السلاح ( حوالي 60 مليون قطعة) واستطاعت أن تميط اللثام عن حقيقة النظام التسلطي حين عرت أوراق التوت عن سياساته الداخلية التفريقية وعلاقاته الخارجية الملتوية.
لكن الرئيس علي عبد الله صالح ومنذ تفجر الثورة صم آذانه عن هدير الشارع وغليان الساحات وظل وفيا لنفس التعامل القائم على العجرفة وتجاهل مطالبات الثوار في الحرية والكرامة ودولة مدنية ديمقراطية، و حول الأمر إلى مسلسل غير متناهي من ردود الأفعال المتباينة، فهو تارة يؤكد أنه لن يورث ابنه الحكم وأنه عازم على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبعد حين يعود ليبدي تمسكه بكرسي الحكم حتى انتهاء فترة ولايته الرئاسية عام 2013، وتارة يجزم باستعداده للتنحي ومن ثم يشترط ذلك بالاحتكام لصناديق الاقتراع، وفي أحيان كثيرة يغلق أبواب الحوار مع المعارضة والثوار بحجة خروجهم على القانون، وبعد حين يخرج علينا بدعوته كافة الأطراف إلى مائدة الحوار دون شروط مسبقة، ومن ثم يرجع و يشن هجومه على الشباب وأحزاب المعارضة فالأول مجرد مغرر به سرقت ثورته والثانية مجموعة من المتمردين والانقلابيين والمخربين الذين يتبعون أجندات خارجية.
هذا التناقض والتذبذب في المواقف ليس تخبطا أو ضربا من الجنون أو مسا قذافيا أو شيزوفرينيا مثلما قد يتبادر إلى أذهان البعض بل بالعكس تماما، فصالح يتبع بدهاء خطير استراتيجية محكمة قوامها التضليل والتلاعب والتلكؤ والتماطل والتأزيم وخلط الأوراق والفوضى لربح مزيد من الوقت لامتصاص الضربة أولا، والتقاط أنفاسه ثانيا، ومن ثم وضع التكتيكات المناسبة والمضادات الحيوية والخطط القمينة بضرب الثورة ووأد أهدافها في تنحيته وإسقاط نظامه، وهو من اجل النجاح في مسعاه هذا مستعد لكل شئ حتى لو كان التلاعب بمصلحة ومستقبل الوطن، فصالح العنيد جعل من اليمن ساحة للنزال بين إرادتين، \" إرادة إرحل\" و\" إرادة فاتكم القطار\"، وهذا ليس بغريب على الرؤساء العرب الذي يضعون مصلحة بلدانهم في كفة وكبريائهم المريض بالسلطة في الكفة الأخرى، ويغامرون بكل شئ من أجل ترجيح كفة تصلبهم وغطرستهم حتى وإن كانت النتيجة آلاف الشهداء واليتامى والثكالى والجرحى..؟
وكم كانت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي موفقة حين شبهت علاقة الحكام العرب بشعوبهم مثل علاقة الرجل الشرقي بامرأته فهو لا يقبل نهائيا أن تخرج عن طوعه وحين تختار رجلا آخر يستشيط غضبا لأنها جرحت كبريائه وأنفته وفحولته..!!
لم يقتصر أمر نظام صالح عند العناد والمكابرة، بل تجاوز ذلك إلى إجراءات ميدانية خطيرة تجلت في عمليات القنص التي استهدفت الثوار وإطلاق النار على ساحاتهم كان أخطرها محرقة ساحة الحرية بتعز بتاريخ 29 مايو الماضي، ولم يسلم منزل الشيخ صادق الأحمر وما يمثله ذلك من رمزية لدى اليمنيين من القصف بمبرر انه وأتباعه وراء حادث دار الرئاسة، كما أن قبائل أرحب تعرضت لقصف قوات الحرس الجمهوري، زد على ذلك قصف بعض المناطق القبلية بالمدفعية الثقيلة والطائرات والصواريخ، كل ذلك من أجل جر الجميع إلى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس وتمنح النظام فرصة البقاء كحكم وخصم في نفس الآن، وحين لم ينفع كل ذلك لجأ نظام صالح إلى سياسة العقاب الجماعية للشعب عبر تجويعه وإلهائه بقوت يومه لصرفه عن السياسة وذلك من خلال قطع إمدادات البنزين والديزل واحتجاز ناقالات النفط ومنعها من الوصول للمدن، زد على ذلك تدمير شبكات الكهرباء و آبار مياه الشرب واتلاف المزارع والممتلكات.
ولأن ذلك لم ينطلي على الشعب اليمني الثائر، ولم ينجر إلى الحرب الأهلية، عاد النظام للعب بورقة الارهاب مجددا، بغية بعث رسائل للداخل والخارج مفادها أن اليمن الممزق بغير صالح سيكون غير صالح للعيش والحياة وستتسيده المجاعة والفوضى وسيضحى بؤرة وملاذا لفلول القاعدة والمسلحين، ولأجل ذلك قام بإجلاء الأمن والجيش وسحب المسؤولين الحكوميين من بعض المحافظات الجنوبية من قبيل محافظة أبين، و إخلاء المقرات الحكومية والمعسكرات المكلفة بحراسة مصانع الذخيرة بمدينة زنجبار عاصمة المحافظة، كل ذلك من أجل تسليمها للجماعات المسلحة عبر تيسير استيلاءها عليها وهو ما تم بالفعل، ومن ثم الادعاء بسيطرة الإرهابيين عليها والدخول في مواجهات مسلحة لدحرها وذلك لضرب عصفورين يحجر واحد، خلط الأوراق في الداخل وتوظيف فزاعة الإرهاب في الخارج.
الثورة اليمنية و دوامة الأخطاء و المصالح
كثيرون تراودهم أسئلة محيرة حول عدم نجاح الثورة اليمنية حتى الآن في تحقيق أهدافها وسر قدرة نظام صالح على الصمود والمكابرة، ولعل ذلك يعود في نظري المتواضع لأسباب ذاتية وموضوعية عديدة، تتلخص في أخطاء الثوار أنفسهم من جهة ومعمعة المصالح المتضاربة في الداخل والخارج من جهة أخرى.
أولا: الأخطاء الذاتية:
و يمكن إجمالها بإيجاز في مايلي:
- لعب الثوار بكل الأوراق دفعة واحدة ظنا منهم أن ثورتهم ستنجح في أيام معدودات مثل الثورتين التونسية والمصرية، إضافة إلى تسرعهم في بعض الأحيان، مثل الاحتفال الاستباقي بسقوط النظام عقب سفر صالح إلى الديار السعودية قصد العلاج وهو ما قلل من وهج الثورة وأفقدها بريق التحدي والإصرار وطول النفس الذي كانت تحتاجه حتى تحقيق هدفها النهائي في إسقاط النظام حقيقة ميدانية وواقعا ملموسا لا عبر الاحتفال المندفع بالأماني فقط، و إعلانهم من جانب واحد عن مجلسهم الرئاسي الانتقالي الذي بقي يراوح مكانه.
- المبالغة في التنظيم وفي التحكم في مفاصل ساحات التغيير ويوميات الثورة وخنقها بكثرة الغطاءات الحزبية والتيارات الدينية والإيديولوجية والقيادات الميدانية والناطقين الرسميين والمتحدثين الإعلاميين واللجان التنظيمية والشعبية والإتلافات والتنسيقيات ورهنها بالعمل السياسي المتقلب وهو ما نزع عن الثورة السلمية الاستقلالية والاندفاع والحماس والزخم والعفوية والتلقائية القادرة على ضمان محورية ثوارها واستحالة تبعيتها وشفافية قيادتها وسواسية جماهيرها ودمقرطة قراراتها وشمولية ردود فعلها وتجديد دمائها وتنويع مساراتها وكسر روتينها...الخ.
- انضمام بعض التيارات الإسلامية الجهادية و الشيخ الزنداني المطلوب أمريكيا والموصوف لدى كثيرين بالتشدد إلى صفوف الثورة وهو ما كانت له انعكاسات سلبية في الداخل والخارج لم تكن في صالح ثورة التغيير السلمية على عكس الحياد الايجابي الذي لعبه كل من الشيخ الغنوشي إبان الثورة التونسية والشيخ القرضاوي أثناء الثورة المصرية المعروفين بمواقفهم المعتدلة وشعبيتهم الكبيرة.
- انضمام اللواء علي محسن الأحمر وبعض فصائل الجيش إلى معسكر الثورة وهو ما وفر الحماية للثوار في ساحات صنعاء لكنه أظهر حجم الانقسام داخل مؤسسة الجيش التي من المفروض أن تتخذ موقف الحياد بين معسكري الثوار والنظام لا أن تدخل في لعبة الاصطفافات والتحالفات التي فوتت على اليمن فرصة حسم الجيش الموحد للموقف على الطريقة التونسية والمصرية.
- الاختلاف الاستراتيجي بين شباب التغيير وأحزاب اللقاء المشترك بخصوص مسار ومصير الثورة السلمية، حيث يرى الطرف الأول أن الحسم يكون جذريا وسريعا يأتي من الشارع والساحات على الطريقتين التونسية والمصرية بينما يتشبث المشترك بخصوصية اليمن والحوار والتدرج والتراكم والكياسة والمرونة والتريث وهو ما فوت عليه التقاط الفرصة التاريخية في اللحظة المناسبة لإسقاط النظام، وبالتالي منح الأخير من حيث لا يدري الوقت الكافي لأخذ أنفاسه واستدراك الأمر واللعب بالأوراق المناسبة في الأوقات المناسبة لإطالة عمره وهو ما كان يمكن تجنبه لو أن المشترك ما لعب دور \" الإطفائي\" وما دخل في متاهات لعبة التفاوض العبثي والحوار الهزلي ومسلسل المبادرات التسويفية التي يجيد صالح بحنكة ودهاء اللعب بأوراقها جيدا.
ثانيا: لعبة المصالح:
منذ البدء اصطدمت الثورة اليمنية بكثيرين في الداخل والخارج يرون فيها تهديدا مباشرا لهم ولوجودهم ومستقبلهم ومصالحهم لذا حاولوا جاهدين كل من موقعه وبطريقته إشهار معاول الهدم المادي والنفسي وتوجيهها نحو حصون الثورة وقلاع الثوار، ويمكن تسميتهم على الشكل التالي:
- أركان النظام العائلي: حيث أن صالح عمل منذ زمن على زرع أفراد عائلته بكل مفاصل نظامه الحيوية والإستراتيجية، فنجله أحمد مكنه من قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وهو أقوى فصيل مدرب ومتطور في الجيش اليمني، وإبن أخيه يحي محمد عبد الله صالح هو رئيس أركان الأمن المركزي وشقيق الأخير طارق هو قائد الحرس الخاص وشقيقهم الثالث عمار وكيل جهاز الأمن القومي...الخ، ناهيك عن بقية أفراد العائلة والأصهار المنتشرين في كافة مناحي الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية، كل هؤلاء يستميتون في الدفاع عن نظامهم حرصا على مصالحهم ودرءا لأي عقاب من الشعب إذا نجحت ثورته على شاكلة ما وقع للعائلات الحاكمة في تونس ومصر.
- أركان النظام الريعي: عمل صالح على تطعيم نظامه وتدعيمه بوجوه وشخصيات سياسية وقبلية نافذة استقطبها بشتى الطرق والعلاقات والتعاملات الريعية والأنظمة التحفيزية حيث فتح لها باب السلطة على مصراعيه من خلال تولي المناصب السياسية والإدارية والعسكرية والاستفادة من مكاسب وامتيازات ومشاريع اقتصادية، هؤلاء بدورهم يعملون بجد على تقويض دعائم الثورة وفرملة مسارها خشية على مناصبهم ومصالحهم المرتبطة ببقاء النظام وتحسبا من مصير مشابه لمآل أحمد عز وحبيب العادلي وغيرهم في مصر وعائلة الطرابلسي والماطري وآخرين في تونس.
- المصالح الإقليمية: نظرا للموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن السعيد بثورته فإن ما يعتمل في الداخل ينتقل تأثيره بسبب الارتباط القبلي أو الطائفي إلى خارج الحدود، فلطالما كان اليمن مشتلا للتجاذبات الإقليمية من السعودية القريبة وصولا إلى إيران البعيدة، لكن يبقى الدور السعودي هو الأكثر بروزا منذ زمن الانفصال مرورا بالحرب الأهلية والوحدة ووصولا للثورة السلمية، ويعود ذلك إلى تخوف صناع القرار في الرياض من أي مصير في الجار المزعج قد لا يخدم المشهد الداخلي للبلد، فمن المعلوم أن هناك قبائل كثيرة لها امتدادات بين البلدين مما يعني التأثر والتأثير المتبادل، وهذا يشكل خطرا على القبائل السعودية الموسومة بالرضى بحالها وواقعها في حالة إذا ما انتقلت العدوى الثورية من اليمن نحو الأراضي السعودية الحساسة ضد أي إصلاح أو تغيير، وبالتالي فنجاح الثورة اليمنية هو نجاح للنموذج والقدوة في المنطقة الهادئة، وانتقال اليمن إلى دولة مدنية ديمقراطية فيه تهديد صريح للأنظمة الوراثية الحاكمة في الخليج وخاصة الجارة السعودية، كما أن انصهار الحوثيين في دولة ما بعد الثورة هو خطر يهدد حدود السعودية الجنوبية التي لطالما أمنها نظام صالح بالوكالة، مثلما يهدد نسيجها الاجتماعي الذي تخنق فيه الدولة الأقلية الشيعية سواء الزيديين في الجنوب والاثني عشرية في الشرق، نفس التهديد تخشاه سلطنة عمان والكويت والبحرين التي تعرف وجودا متباينا للشيعة. كل ذلك جعل من مجلس التعاون الخليجي لاعبا أساسيا في المشهد اليمني احترازا من أي حل لا يتماشى مع أهدافه في الإبقاء على اليمن كما هو بمشاكله وحروبه وبنظامه الذي يرعى ويضمن المصالح الجيواستراتيجية والاقتصادية لكل بلدان الخليج، من هنا نفهم خلفيات التمسك الغريب بالمبادرة الخليجية التي تضمن مخرجا محددا بشكل مسبق لا يترك هامشا للمفاجأة رغم أنها تساوي بين الجلاد والضحية وتختزل ثورة الشباب في مجرد أزمة سياسية يجب حلها بصيغة لا غالب ولا مغلوب.
- المصالح الدولية: لطالما كان اليمن بلدا تتقاطع فيه مصالح العديد من الدول بفعل موقعه الجغرافي الفريد، لكن أهميته دوليا برزت بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إبان الحرب على ما يسمى الإرهاب، هذه الورقة التي عرف كيف يلعب بها صالح جيدا ومكنته من تحصين نظامه والتحوز على وضع الشريك في تلك الحرب، مستفيدا من مسوغ عضوية الكثير من اليمنيين في تنظيم القاعدة الأم، كما أن وجود فرع نشيط لتنظيم القاعدة في اليمن كان بمثابة قميص عثمان والشماعة التي استفاد منها كثيرا.
ولأن اليمن في نظر الغرب هو مجرد بلد يفتقر للاستقرار ومستنقعا لتجارة السلاح وموطنا للقبائل المتناحرة والتيارات الجهادية، فإنه لا مفر من المراهنة على صالح ونظامه الذي أثبت عبر ثلاثة عقود شهادة حسن أداء وبرهن على انه أفضل من يحكم اليمن والأقدر على احتواء تناقضاته والوحيد الذي يمكن أن يكون الخادم الأمين والوكيل المعتمد في المنطقة لمحاربة فلول القاعدة والإرهابيين، وبالتالي فإن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يفضل دعم هذا النظام بمساوئه وتسلطه على المغامرة بمصالحه الإستراتيجية مع شعب ثائر غير مضمون قد يخرج إن نجحت ثورته من عباءة التبعية والخنوع وينأى بنفسه ومستقبله عن أية علاقة مع الغرب، ولأن الأخير لا يريد أن يفتح الباب مشرعا للإسلاميين من مختلف التيارات للوصول بشكل ديمقراطي لسدة الحكم، ولأنه لا يريد نموذج ثالث للربيع العربي بعد تونس ومصر اللتين فوجئ بثورتيهما، فإنه يعمل جاهدا على نسف هذه الثورة بشتى الطرق والحيلولة دون تحقيق أهدافها، تارة باللعب على الحبلين وتارة أخرى من خلال التعتيم الإعلامي والتجاهل الدولي لانتهاكات النظام وجرائمه، حيث لم نسمع أن مجلس الأمن دعا لأي اجتماع طارئ، ولا محكمة الجنائية الدولية تابعت أحدا من المجرمين، و لم نسجل أي إجراء من قبيل قطع العلاقات أو سحب السفراء أو عقوبات اقتصادية و لا حتى موقف إدانة ضد النظام عكس ما وقع ويقع في ليبيا وسوريا.
من هنا نفهم سر توافق السعودية ومن خلفها بلدان الخليج مع الولايات المتحدة ومن ورائها الغرب في التمسك بالمبادرة الخليجية المضمونة العواقب والتي تحقق لكل الأطراف غاياتها وتحفظ مصالحها.
كل هذا يجب أن يعيه اليمنيين الذين لا حل لهم سوى دولة مدنية ديمقراطية تحترم كرامة المواطن وحقوقه وهذه لن تتأتى إلا بثورة جذرية تسقط النظام، وهي بالفعل متفجرة منذ أزيد من نصف سنة وليست في حاجة سوى لانسجام أكثر لمكوناتها والتحام شبابها وأحزاب المعارضة وعلى رأسها اللقاء المشترك والعمل سويا على تصعيد الثورة وضخ دماء جديدة في شرايينها، ولعل تأسيسهم لمجلسهم الوطني قبل أيام فرصة لتصحيح المسار ومقدمة لتحقيق أهداف الثورة وتطليق كل المبادرات الإقليمية والدولية التي لا تريد لليمن ولا اليمنيين الخير أبدا...فما حك جلدك مثل ظفرك...ويبدي لا بيد عمرو.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |