الرئيسية / كتابات وآراء / لرمضان نكهة خاصة انظر إلى هذا النمط من الهداية

لرمضان نكهة خاصة انظر إلى هذا النمط من الهداية

محمد بشير
الأربعاء , 10 أغسطس 2011 الساعة 07:10 صباحا
لرمضان نكهة خاصة ، فهو زمن للطاعة الفريدة (الصيام والقيام وليلة القدر) ، وساحة لانتصارات الإسلام العظيمة وزمن لإقبال المفكرين والقادة على الإسلام وهذه هي الشواهد:
المفكر الفرنسي الذي حمى بيضة الإسلام دفاعاً أمام المستشرقين الحاقدين الفونسو ناصر الدين إتين دينيه المفكر الفرنسي الذي توفي في يوم الثلاثاء 6 شعبان 1348هـ الموافق 6 يناير 1930م بعد جهادٍ ودفاعٍ عن الإسلام قضى فيه جل حياته غفر الله له وقبله في الصديقين .
ولد عام 1861م في باريس ، عشق الرسم منذ نعومة أظفاره ، بل ومهر في فنه مهارة كبيرة بها حصل على جوائز عدة .
زار المستعمرة الفرنسية السابقة الجزائر عام 1885م ، وأقام ببلدة الأغواط الصحراوية ، وهناك رسم أجمل المناظر الخلابة ، ومن أبرزها لوحته : (سطوح الأغواط) التي اقتنتها الحكومة الفرنسية وهي اليوم تزين جدران متحف اللوكسمبرج . هذه الزيارة أثرت في وجدانه ، فقد تأثر ببساطة وجمال البيئة الصحراوية ، وراقب عن كثب معتنقي الإسلام ، شاهد البدوي من سكان الصحراء وهو يؤدي صلاته تحت أشعة الشمس وعلى صفحات الكثبان الرملية الناعمة بكل تلقائية وبساطة ؟! فأثر ذلك في فكرة وأعماق نفسه .
ثم حط الرحال في مدينة بو سعادة الجزائرية وارتبط هناك بصداقة مع أحد مثقفيها هو سليمان بن إبراهيم ، تأثر ببيئة تلك المدينة فشارك أبناءها حياتهم الدينية والاجتماعية كأنه أحدهم .
ألف عام 1911م كتاباً أسماه : (الفيافي والقفر ) كان عبارة عن مشاهدات في صحراء الجزائر ، ضمنه تأثره بالبيئة الصحراوية ، ودور ذلك في سلوكه ونمط حياته . عاونه فيه صديقه سليمان إبراهيم .
وبعد عامين 1913م أعلن إسلامه عن روية ويقين وعمق متين ، وتسمى ناصر الدين تفاؤلاً بأن يكون له حظ ونصيب في نصرة الإسلام والذود عن حماه ، فكان في عقيدته مكيناً راسخاً ، وفي إسلامه التزاما وحماسا.
بعد إسلامه ألف عام 1929م كتابه : ( أشعة خاصة بنور الإسلام) عرض فيه مبادئ الإسلام بصورة عصرية واضحة تلاءم العقلية الغربية .
وفي العلام 1931م ألف كتابه : (الشرق في نظرالغرب) وهذا من أبرز ما كتب في دفاعه عن الإسلام ، كتبه بالاشتراك مع صديقه سليمان إبراهيم ردَّ فيه على أطروحات المستشرقين بقيادة هنري لاينس البلجيكي الشديد العداوة للإسلام في كتابيه : ( مهد الإسلام ، وفاطمة بنت محمد ) وكازونوفا في كتابه : ( محمد ونهاية العالم )
وكتابه : الحج إلى بيت الله الحرام : وصف فيه مناسك الحج ووصفه وصفاً علمياً دقيقا بنفس مؤمنة ، مؤكداً الحكمة الجليلة والغاية الربانية المثلى لكل منسك من مناسكه . مستعرضاً بشغفٍ وشوق كل مرحلة وكل شوط من أشواط الحج . وهذا أول كتاب يُنشر في أوربا معرفاً الأوربيين بمناسك الحج وبأسلوب علمي مشوق مخاطباً العقلية الأوربية بروح الإسلام ومقاصده السامية ، وختم الكتاب قائلاً : لو كان الإسلام الحقيقي معروفاً في أوربا لكان من المحتمل أن ينال أكثر من أي دينٍ آخر العطف والتأييد ، وذلك من جراء روح التدين التي عمت أوربا بعد الحرب العالمية الأولى .
وقف غفر الله له موقف المؤمن الغيور يُبرزُ أسرار العبادات :
فهذا الدين منذ بزوغ نوره : اعتنقه الفارسي والرومي والعربي والقبطي و.. غيرهم وهو مظهر العالمية التي جاء الإسلام بها : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء :107]
الصلاة : ذات بساطة ولطافة .. خالية من الأمور الشائنة في صلاة غيرهم ممن فقدوا الجلال والوقار في صلاتهم ، واحتشاد المسلمين في عرفات موقف من مواقف الحشد حقاً ، إن جميع أجناس الإنس على تباينها تحتشد في ذلك المكان الذي اعتاد الإقفار ، ولن نرى في غير ذلك المكان من العالم جمعاً احتماع يعرض تلك الوجوه المختلفة وتلك اللغات . لقد تآخى الجميع في تلك الساعة لغة وقلباً ونسو فوارق اللغة والإجناس والدرجات والطبقات ..
توفي غفر الله له الفونسو ناصر الدين إتين دينيه المفكر الفرنسي الذي توفي في يوم الثلاثاء 6 شعبان 1348هـ الموافق 6 يناير 1930م في مدينة باريس ، ودفن بناء على وصيته في مدينة بو سعادة يوم 10 يناير 1939م وسط حشد غفير من سكان الصحراء الجزائرية المسلمين .