في خضم تلك الحراك الشعبي والثورات والانتفاضات التي ضربت عدد من الدول العربية وكلها ضربت موعدا نحو مستقبل جميل ونحو التغيير والحرية والكرامة،فلم يختلف كثيرا الإعلام المستقل عن بعضه البعض في تغطيته الإعلامية لأحداث الربيع العربي عدا الإعلام الرسمي الذي حاول جاهدا مغالطة الرأي العام المحلي والدولي،ولكن هيهات في ظل ثورة التكنولوجيا والتطور وتعدد وسائل الإعلام والاتصال وإمكانياتها المضادة،أما تلك القناة\"قناة العالم –الوجه المنافق\" التي أخذت أكثر من خط وأكثر من لون وأكثر من أيدلوجية لتغطية أحداث الثورات العربية فغطت الأحداث حسب \"المقاس\" فأخذت اسم \"ثوره\"و\"تغيير\" لأحداث ربيع مصر واليمن،وأخذت توجه\"ساعة –ساعة\"لأحداث ليبيا وتونس ثم حين أحست بكبر إرادة الثوار وثقتهم في النصر أعلنت موقفها الداعم لثورة أحرار ليبيا وتونس،

أما موقفها من أحداث سوريا وثورة الشعب السوري فكان مثير للشفقة حين اتخذت قناة العالم \"أو الوجه المنافق\" موقفا مغايرا تماما لمعظم قنوات الدول وأعلنت دعمها للنظام السوري،فالآلاف يقتلون وتصفهم قناة النفاق بالمجموعات المسلحة، وتعلن سيطرة النظام السوري على ما تسميها المناطق التي سيطرت عليها مجموعات مسلحه –أو إرهابيه والتي تقول قناة النفاق أن هذه الجماعات بثت الرعب لسكان تلك المدن وكأن تلك الدماء التي لون بها بشار \"كرت أحمرا\" سيقصيه من حكم سوريا طال الزمان أو قصر شاءت العالم ودولتها أو أبت،

وتتجاهل قناة النفاق انتهاكات بشار وجرائم قواته وشبيحته والتي بدورها تعيث في ارض سوريا فسادا بداعي حفظ السلطة لعائلة الأسد الذين أخذتهم العزة بالإثم،وما يشد انتباهك في مواقف قناة العالم \"الوجه المنافق\" هو أنه حين كانت علاقات النظام الإيراني ضد النظام المصري السابق كانت مواقف القناة مع ثوار مصر وضد نظام مبارك البائد،

وحين كان النظام الإيراني لا يثق في نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح أو لبث الرعب والقلق للنظام السعودي الذي تعاديه إيران فأرادت له الفوضى عن طريق اليمن وخاصة المحافظة التي تقع على حدود السعودية والتي يكثر فيها أنصار إيران وأصحاب المذهب الشيعي محافظة صعدة اليمنية ،

فمضحك ما تقوم به قناة العالم أو \"قناة النفاق وكأن الشعوب لا تفهم أو كأن القناة المنافقة تخاطب قطيع من الأغبياء،وإلا كيف اختلفت مصطلحاتها وتسمياتها لأحداث الربيع العربي،ومثلما فهمت الأنظمة ما تريده الشعوب ورحلوا عدا بشار الذي سيصله الدرس يوما ما ويفهم، فعلى قناة النفاق أن تفهم أن الشعوب العربية أكثر فهما وتحضرا مما تتصور تلك القناة المنافقة ولا يهمنا ما تروج له أو تريد إحداثه في عالمنا العربي وان تبحث عن سوق غير السوق العربية فبضاعتكم لا تباع هنا.