الرئيسية / كتابات وآراء / أما هؤلاء فلا بواكي لهم!‎

أما هؤلاء فلا بواكي لهم!‎

محمد العدني
السبت , 21 يناير 2012 الساعة 12:40 مساء
بَعيداً عن ضوضاء السياسة أحببت أن أتكلم عن شريحة معينة من اليمنيين لم يتطرق لهم أحد من قريب او بعيد مع أن عددهم يتعدى المليونين ،ولكن يبدو لي أننا كشعب يمني لا نلتفت لأحد إذا لم يمسك السلاح أو يلامس ضجيجه عنان السماء أي بمعنى أننا لا نلتفت إلى المظلوم إلا بعد أن يتحرك بقوة من تلقاء نفسه أو بتحريض من قوى داخلية أو أقليمية تستغل حاجته للعدل، اما أن ننصف المظلومين منذ الوهلة الاولى لتعرضهم للظلم فهذا عمل قلما مايقوم به احد في يمن الإيمان والحكمة نعم اتحدث عن المهمشين ياسادة.

كثير من الدول سواء الدول المتقدمة او دول العالم الثالث عملت على حل مشكلة التميز الطبقي بين أفراد المجتمع بل أن بعض شعوب هذة الدول سارع في حل هذة المشكلة قبل أنظمتها وقلة قليلة من بقيت لديها مشكلة المهمشين ولكن على نطاق محدود وعلى الدوام لا تقف مساعيها لحل تلكم المشكلة بإستثناء اليمن فهذة المشكلة تتعمق وتكبر وتساعد الدولة قبل الشعب على تعميقها مع أن هذة الفئة تتسم بالجدية والقابليّة على التعلم السريع بل هي عون للدولة.

أتذكر في عمان كان البلوش وهم قبائل عربية هاجرت لفارس يفوقون المليونين وبحكمة قابوس استطاع الإستفادة منهم ودمجهم في المجتمع العماني وجعلهم ركيزة من ركائز إستقرار عمان وانصحكم بمقال مفيد بشكل كبير يتحدث عن حكمة قابوس التي لولاها لكان حال عمان أسوء من اليمن وهو بعنوان\"اليمن والتجربة العمانية \" للأستاذ احمد علي عولقي إن إهمال هذة الشريحة ليس تقصير من الجانب الديني وحسب بل على الجانب الاقتصادي للدولة فهم مهرة سريعين الفهم والتعلم أفضل من الذين يتبجحون بنسب قبيلتهم أو أنهم ينتسبون للمسؤول الفلاني وهم لا يعرفون الا ما قل وندر من العلوم والمهارات.

قد هزت المجتمع قصة إمرأة كريمة تحسب على شريحة المهمشين التي أغتصبت وكان ذنبها الوحيد أنها لا تنتمي لقبيلة تحميها أو لشخصية نافذة أن هذا النوع من الجرائم والتعسفات القائمة على التميز لم تكن وليدة اللحظة فهناك مثلا إحتراق مساكن المهمشين بشبوة التي شردتهم دونما أن يمد المجتمع أو الحكومة يد المساعدة الا من رق قلبة ومن منا ينسى العبيد الذي تم أكتشافهم بحجة والحديدة ويتم تشريع إسترقاقهم بواثائق تملك تصدر من القضاء بل هؤلاء مهمشين مستعبدين اي ان حالتهم أسوء من حالة المهمش الحر أن هذة القضية تستوجب وقفة جادة لحلها وللمعلومية المهمشين ينقسمون على فسطاطين منهم اليمنيين ومنهم الأخوة الأكارم اللاجئون من الصومال وبعض الدول الأفريقية ومن هنا أتقدم بحلول لهذة المشكلة أي مشكلة المهمشين والتمايز الطبقي ولعلها قد لا تكون ناجعة ولكن قد تفتح الباب للغيورين لحل أشمل وأنجع:

1-أن أول خطوات حل تلكم المشكلة تكمن بالتخلص من لقب المهمشين وإطلاقة على هذة الفئة المهضوم حقها لأن الاستمرار في إستخدام ذلكم المصطلح يساعد على تكريس الأزمة وتعميق التميز الطبقي. 2- إنشاء لجان مختصة تعمل على تحسين أوضاع هذة الفئة وتعمل على تذليل كل العقبات التي تحول بينهم وبين الدمج بالمجتمع وإصدار جوازت وبطائق لهم فحالتهم تشبه حالة البدون في بعض الدول الخليجية.3- إلحقاهم بدوارت تدريبية مكثفة حسب ما يريد اي شخص منهم فإن كان يطمح بوظيفية فليتدرب على المجال الذي يريد أن يتوظف به ومن أراد حرفة كالنجارة ومهنةكالزراعة فله ذلك.4-إصدار قانون يجرم كل من يستخدم مصطلح في تميز أو إنتقاص للعرق أو فعل يمتهن سواء على المهمشين او غيرها من الألقاب كاللغالغة وغيرها من الألقاب العنصرية الغير سوية.5- منع إصدار ألقاب مخصصة لفئات معينة في الجواز توحي بالإستعلاء الطبقي كمنح صفة شيخ قبيلة على الجواز ومنع تخصيص وظائف معينة لفئة معينة كتخصبص النظافة للهذة الفئة دون غيرها .6- بالنسبة للأخوة اللاجئين الصومالين والأفارقة ينطبق عليهم ما قلت على الفسطاط الأول بالأضافة لاصدار إقامات رسمية لهم من دائرة الهجرة والجوازات.

قد تكون المقترحات دون المستوى ولكن قد تكون مفتاح لمقترحات انبل وأنجع يتقدم به المخلصون لله ثم الوطن الذين يحاولون إصلاع ما تم إفساده في بيئتهم المحيطة بهم ولنتذكر قول الله عز وجل{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(1) والتقوى بين المسلمين وليس بين المسلم والكافر كما يروج دعاة العلمانية الذين يخلطون الزيت بالماء ويلوثون الهواء بأفكارهم السقيمة وللتأكد يرجى الرجوع لكتب التفسير كالطبري وابن كثير وتفسير الجلاليين وتذكرو قول المصطفى عليه الصلاة والسلام \"لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب\"(2) كما أتمنى من النظام القادم أ ن يولي هذة القضية مزيد من الجهد كون النظام الحالي غير شرعي فهو مزيج من معارضة(معارطة) ذات مصالح ذاتية ونصف نظام بائد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.