قاوم اليمانيون الحوثي لأن مشروعه مشروع تمزيق لا للجغرافيا فحسب بل وللنسيج الاجتماعي، ولهذا فإن القبول بنصر تستعاد به صنعاء، ونخسر به عدن لن يكون مقبولا، وستكون عواقبه كارثية ليس على اليمن واليمنيين، ولكن على دول المنطقة برمتها، وما ذاك إلا لأننا في اليمن انطلقنا في مقاومتنا للحوثي من منطلق الإبطال للمشروع الدولي للتجزئة الذي يراد فرضه بالأدوات الطائفية، والمناطقية، والسلالية على المنطقة العربية برمتها بعد أن يدشن في اليمن.
لهذا نحن اليوم نقاوم أدوات التجزئة والتفتيت شمالا وجنوبا حفاظا على الوحدة الداخلية لدول المنطقة، والتي يراد تفتيتها لدويلات يتم شرعنتها بسيكس بيكو جديدة.
وعليه فإننا بحاجة لمن يصدقنا بنصرته لنا لا في حسم ملف جبهة من جبهات القتال في الإطار الجغرافي لما كان يعرف باليمن الشمالي، بل بحسم ملف اليمن كل اليمن من صعدة الى المهرة، ومن الحديدة الى حضرموت، ومن ميدي الى سقطرى، وإلا فلن يكون إلا الطوفان الذي سيجرف الجميع، وعندها لن نكون الأسوأ من بين من سيجرفهم الطوفان بل سنكون الأحسن لمافي الأسوأ كونه لم يعد لدينا ما نخاف عليه مما نحذر منه، فنحن بلا دولة ألفنا في غيابها حياة التشريد وكل انواع المعاناة
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.