مع بداية عاصفة الحزم كانت السعودية قد أدخلت النفط في المعركة بضخها لكميات كبيرة من النفط للسوق الدولية وهو ما مكنها من الآتي:
▪ شراء الموقف الروسي بشأن اليمن في مجلس الأمن.
▪حرمان إيران من الإستفادة من رفع العقوبات الأمريكية عنها.
لكنه بالمقابل لم يمكن السعودية على ما يبدو من جعل أمريكا تتوقف عن استخراج النفط الصخري الذي هدفت أمريكا من خلاله لأن تحقق اكتفاء ذاتيا بدرجة أساسية، فأمريكا رغم أنها أكبر منتج للنفط في العالم إلا أنها أكبر مستهلك للنفط في العالم؛ وهو ما جعلها تلجأ للسوق الدولية لشراء ما يغطي فجوة احتياجها.
لذا فإن استخراج أمريكا للنفط الصخري سيجعلها تستغني عن نفط الخليج، وهو ما دفع من وجهة نظري بالسعودية التي وصل صراعها الخفي مع أمريكا لمرحلة كسر العظم لأن تغرق ومعها روسيا السوق الدولية بالنفط جراء ضخهما الكبير والمتواصل له، حتى لا تتمكن أمريكا من الإستفادة من ما تنتجه وستنتجه من النفط الصخري وهي التي تعرضت لأزمة مالية عالمية لم يتعافى منها اقتصادها حتى اليوم، الأمر الذي جعل ترامب الذي ينتمي للحزب الجمهوري ذي الاستراتيجية الخارجية الهادفة لفرض هيبة أمريكا خارجيا يقف مكتفا لا يقدر على شئ أمام تنامي النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط الذي يأتي على حساب انحسار المد الأمريكي، ما يعني سقوط هيبة أمريكا خارجيًا، علاوة على تعرضها لموجة كورونا التي باتت هي الأخرى تعصف بالإقتصاد الأمريكي واقتصاديات الكثير من الدول.
وهو ما سيجعل أمريكا تحديدا أمام خيارين أحلاهما مر، فإما أن تعود لحلفائها الإستراتيجيين في الخليج وتحديدًا السعودية التي تواجه إيران التي تتنامى تهديداتها للسعودية كل يوم بشكل مباشر، أو عبر أدواتها، في الوقت الذي تستخدم فيه أمريكا إيران لإبتزاز السعودية، وإلا فإنها ستجد نفسها مرغمة على تسليم راية زعامتها للنظام العالمي لروسيا ومواجهة خيار التفكك الذي سيعصف بها وبالإتحاد الأوروبي.