الحرب والشائعات
عابد الراشدي
الأحد , 26 يناير 2020
الساعة 05:43
مساء
الشائعات في خلاصتها مجرّد أكاذيب، ومحض افتراء، قد تختلف دوافعها وأسبابها وأحجامها إلا أنها تسعى لتحقيق غرض واحد هو الإضرار بالآخر، وتصدر عن أُناس فقدوا الثقة بأنفسهم، وضعُفَ ايمانهم، ديدنهم الكذب، وتزوير الحقائق_ الذي لا يختلق الشائعات منهم يشارك في الترويج لها أو الإضافة إليها_ وهم بذلك إنما يظلمون أنفسهم أكثر من أي شيء آخر، فيخسرون ثقة الناس عندما تنكشف أقنعتهم المزيفة، وتظهر حقيقتهم على الملأ.
فالشائعة ليست وليدة اللحظة بل هي قديمة قِدم الإنسان، وكتب التاريخ مليئة بالأحداث التي نتجت عن عدم التأكد من صحة هذه الشائعات، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل أحد الصحابة لجمع الزكاة من احدى القبائل لكنه يعود خالي الوفاض معللا بأن القوم ارتدوا ومنعوا الزكاة، فيرسل الرسول عليه الصلاة والسلام سرية بقيادة خالد بن الوليد لتأديب القوم، يقترب خالد من ناديهم فيجدهم يصلون الفجر خاشعين، آمنين مطمئنين!
قد يتساءل أحدكم قائلًا:
- مالذي جعل مُحصّل الزكاة يكذب؟!
لسبب بسيط هو أن بينه وبين تلك القبلية ثأر من أيام الجاهلية فخاف من بطشهم، واقترف بذلك خطأً فادحًا كاد أن يؤدي إلى سفك دماء الأبرياء، فنزلت الآية” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ“
(الحجرات :٦).
ليس طريفًا أن تتصل لأحدهم لتخبره_ كذِبًا_ أن فلان استشهد لتختبر ردة فعله، وبعد ذلك تأتي لتوضح أنك اقترفت فعلتك تلك من باب المزاح والتسلية!
إياك إياك فذاك باطل يُراد به باطل.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |