الحاجة الوطنية بدلا من الحاجة الطائفية
محمد عبد الوهاب الشيباني
الاثنين , 28 أكتوبر 2019
الساعة 05:20
مساء
الشارع بتركيبته الدينية والطبقية الذي انتفض ضد النخب الفاسدة المستبدة تخلى عن محفزاته وتحيزاته الطائفية لصالح حاجاته الاقتصادية، وتعايش مكوناته الوطنية كنسيج واحد، غير مبال بالتهديدات الخطابية، التي قد تتحول إلى مسلك دموي في لبنان برعاية سلاح حزب الله وتغوله، ولا بقناصات الحرس الثوري وسكاكين الحشد الشعبي، التي اوغلت في دم العراقيين، ودفعت فيه مدن الشيعة الفقيرة في جنوبه اكلافا مرتفعة من ارواح ضحاياها الشبان، في اعمال قنص وذبح تورطت فيها الاجهزة الامنية التي تتحكم بها الميليشيات الموالية لطهران.
الخطاب الايديولوجي البائس والمتعصب في تفسيره لهذه الانتفاضات، عند حزب الله ومكونات الحشد الشعبي، ويسار الممانعة البوتيني اختزلها بالمؤامرة التي تحاك ضد المقاومة ومحورها، والمتوجب التصدي لها بكل الوسائل (الخشنة والناعمة)، حسب تقولات زعمائه المنفلتة والتي تتعالى، مثل كل مرة، على حاجات المجتمع ورغبته في التغيير على اساس وطني.
البلدان الواقعان في مهب الجنون الطائفي عانيا طويلا من فساد واستبداد النخب السياسية، التي صارت تعمل كوكلاء للقوى الاقليمية المتنافسة، والاكثر تعيينا فيهما الان طهران ومشروعها الاستراتيجي الذاهب إلى بناء امبراطورية فارس التاريخية بنزوعها القومي في المنطقة، على حساب مقدرات الشعوب المقهورة وتجريف احلامها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتركيبيتها الدينية الحساسة.
قد تهمد وتخمد هذه الانتفاضات بالعنف وقد تُحتوى برشى معنوية ومادية، لكن لحين، لان الوعي الذي انتجها، من منطلقات الحاجة، سيراكم كثيرا على بذراته البسيطة في طين كان ميؤوس من خصوبته، بعد ان سكب المستبدون الطائفيون في اتلامه ولعقود سمومهم القاتلة، وكان الاذعان اكثرها فتكاً.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |