26 سبتمبر : الثورة المجني عليها وعلى أبطالها ..؟!!
طه العامري
الأربعاء , 25 سبتمبر 2019
الساعة 08:27
مساء
بيد أن ما تعيشه بلادنا ونعيشه اليوم من تداعيات وإرهاصات كارثية ليس إلا امتداد لما حدث العام 1962م وأن من استهدف ويستهدف الثورة والتحولات بالأمس هو ذاته الذي يستهدفنا اليوم مع اختلاف الأسباب والأدوات مع أن الدوافع والأهداف واحدة وهي قديمه _ جديدة ..
لقد شهد العالم ثورات وتحولات ومتغيرات لكن لا توجد ثورة في كل العالم تعرضت لحرب شعواء كما هو الحال مع الثورة اليمنية التي جوبهت منذ لحظة تفجرها بثورة مضادة قادتها محاور إقليمية ودولية مسنودة بأدوات محليه وعلى مدى 57 عاما من عمر الثورة لاتزل الحرب مستعرة تجاهها ولايزل الجارالجنب يتربص ويهيي الفرص للأنقضاض على ثورة سبتمبر مبتديا بإفراغها من أهدافها وانتزاع مشروعها الوطني مرورا بتنصيب عملائه في مفاصل إدارتها وصولا إلى شن عدوانه الشامل على اليمن الأرض والإنسان في حرب تدميريه لا مبرر لها ولا يمكن قبول مبرراتها السفسطائيه المعبرة عن حقد دفين ومؤصل في ذاكرة الجيران الذين استعانوا عند قيام الثورة بكل حلفائهم ومعهم استعانوا بعملائهم في الداخل وأيضا بكم من المرتزقة من شتى أنحاء العالم والمشهد يتكرر اليوم من خلال العدوان مع الفارق أن هناك تبديل في أدوات الداخل وشركاء الخارج فيما الراعي لأيزل هو الراعي _ واشنطن _ لندن_ فيما إيران التي كانت حليف الجيران بالأمس في مواجهة الثورة اليمنية صارت اليوم عدو للجيران بحكم المتغيرات التي شهدتها ..؟!!
أن ثورة سبتمبر هي ثورة وطنية وقومية ورغم كل ما لحق بها من أذى وتشويه وحرف مسار وإفراغها من أهدافها ومن مشروعها الوطني بمختلف مناحيه وأيضا افراغها من بعدها القومي والإنساني إلا إنها وبرغم كل هذا ستظل هي الثورة الأم المحفور أهدافها في وجدان شعب وذاكرة وطن ..أن من الصعوبة بمكان إلغاء الثورة اليمنية 26 سبتمبر أو القفز عليها وتجاوز أهدافها مهما حاولت قوى الثورة المضادة التحايل وتقمص مفاهيم التفافيه فاشله فالثورة اليمنية دائمه وسرمديه وباقيه ..نعم قد تنتكس ولكن ليس في إنتكاستها نهاية لها بل ستنهض وتواصل فرض قيمها ومشروعها المتعثر حتى تنتصر فالنصر حليفها لأنها ثورة شعب لم تكن ثورة فئه أو اقليه ولم تكن ثورة نخبة او حزب او قبيله او تيار سياسي او مذهبي بل كانت وسوف تبقى وتستمر ثورة شعب متعدد الثقافات وليس الديانات ..شعب ضارب جذوره في أعماق التاريخ ..شعب ينتصر بثورة 26 سبتمبر بطريقته بعيدا عن حسابات القوى الإقطاعية والنخبويه التي ساهمت في وأد أهداف الثورة وإفراغها من مشروعها الوطني من خلال تقاطع مصالح هذه النخب الإقطاعية الفاسدة مع مصالح أعداء ثورة 26 سبتمبر التي حاولت القوى القبلية حرف مسارها واستطاعت ورغم ذلك ظل الحنين الوطني لثورة 26 سبتمبر وقيمها ومشروعها وأهدافها عوامل طاغية في الوجدان الشعبي وربما زاد تمسك هذا الشعب بثورته الأم وهو يرى التداعيات التي يعيشها الوطن اليمني الأرض والإنسان تحت شعارات ومفاهيم شتى لكن كل هذا لا يعني التسليم الجمعي بأن ثورة سبتمبر قد تجاوزها الزمن بل هي في قلب الزمن وفي قلب المعادلات الحضارية وهي في طريقها للانتصار الذي سيعيد لها اعتبارها واعتبار ابطالهاالذين دفعوا حياتهم ثمنا لايقاد شعلتها التي لن تنطفي وأن أوقدت ألف شعله بديلا عنها ..!!!
تحية لثورة 26 سبتمبر وابطالها في ذكراها ال 57 تحية لكل المناضلين الذين قدموا حياتهم رخيصة من أجل الثورة وأهدافها الستة الخالدة وتحيه اجلال وإكبار لكل شهداء الثورة اليمنية وكل مرشح للشهاده دفاعا عنها وعن أهدافها ومبادئها وقيمها واللعنة على كل مزوري التاريخ والأحداث وأن غدا لناظره قريب ..
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |