الرئيسية / كتابات وآراء / في وداع ملائكة الإعلام واعين الحق

في وداع ملائكة الإعلام واعين الحق

راكان عبدالباسط الجبيحي
الأحد , 28 مايو 2017 الساعة 07:41 مساء
رفاق الدرب والحياة تقي الدين الحذيفي و وائل العبسي وسعد النظاري ، ملائكة الإعلام واعين الحق الذي لا يغمض .
رحلتم يا رفاق الروح دون مقدمات، ذهبتم دفعة واحدة ،، وتركتم ارواحنا يكسوها الألم والوجع ويلتهمها الحزن الممتد إلى مالا نهاية .
أرواحنا ذهبت معكم،، نكذب على أنفسنا بأننا على قيد الحياة، لأننا في الواقع نعيش وجع رحيلكم الاليم، نكتوي بأنين فراقكم الذي لن نتجاوزه وكذلك حجم تضحيات هذه المدينة الذي يزيدنا إيمانا وتماسكا بالقضية والمشروع الوطني؛ وسيتخلد لعمر طويل إلى أن نلتقي معا .
إلى ما قبل فجر الجمعة بقليل كنت على دردشة مع عزيزي تقي الدين، كان يتحدث عن المعارك والتقدمات في الجبهات وختم باستفسار وتأمل؛؛؛؛
تقول أصحابنا بيستمروا بالمعركة !؟
\"كما قدنا متشوق للحظة توثيق اقتحام القصر والتشريفات ومعركة الحوبانية\" ،، كنت أدرك دوما شجاعته وكذلك تهوره أحيانا، و أحدثه بالتريث والانتظار إلى أن أبلغه، لكن القدر لم ينتظر .
ها هم الأبطال على أسوار القصر الجمهوري ؛ مواصلين المشوار ولن يتزحزوا قيد نملة حتى يطهروا شرق وكل تعز والوطن من جحافل التمرد .
يلتهمني الوجع والألم كلما اتذكر لحظاتنا واحاديثنا الدائمة؛ وفي لحظة فارقة ترآى لي كمية الشجاعة واللاخوف من قدر الموت المحيط بهم،، بسالة رصد لحظات الموت ومباشر تغير مسار المعارك صارت هواية لكل رفاق العدسة والكلمة والحقيقة في مدينة الحالمين الذين لا يهابون الرصاص ربما أكثر ممن يحمل البندقية .
سوف أصدق مع نفسي بانني انكسرت وانا افقد رفيق الروح تقي الذي كنت اعتمد عليه في معظم اللحظات والأحداث والأوقات، فهو بعمر يافع يبعث على البكاء بحرقة... نشيط ومتحرك هو ورفيق الدرب وائل؛ فهم يحملان أرواحا نقية وفريدة قلما نجدها مع الآخرين .
هذه هي تعز بتضحياتها على كافة الاتجاهات، وهكذا تقاوم الحياة بمختلف صوره وأشكاله ؛ والإعلام بأقلامه وكلماته وعدساته يبرز مدى صلابة وتأمل وثبات وصبر هذه المدينة وهم يقفون الى جانب الأبطال في الثغور يوثقون معارك التحرير والصمود .
اصدقاء الكلمة والحقيقة يعبرون كل لحظة الجبهات والمضايق وازقة الحواري، لرصد وتوثيق كل حدث في المدينة دون آبهين لكمية القذائف والرصاصات التي ترشق الحي والمباني الذين يعبرون من خلاله .
فهم وبقية الرفاق المنتشرون في تعز تجدهم في المتارس في الهضاب وفي الحواري وفي الفعاليات والأنشطة المدنية،، أعينهم ترصد الحياة والموت في المدينة جبنا الى جنب .

ففي قافلة الرجال الحامون لمدينتهم يأتي صانعي الكلمة والحقيقة؛ وهم يصنعون وعيا اخر وعيا حيا موثقا يسوقونه للعامة بالجهود الذاتية وبالطرق السهلة التي يمكن تناولها .
وداعا يا رفاقي ؛ وداعا يا أنبل الأحبة وانقاهم، يا أبهى صور الكون وامجدها واخلدها، يا اتقى وجوها واصفاها .
ان على الدرب سائرون ولن نتراجع او ننكسر رغم كمية الوجع المخيم علينا؛ فالنصر حقنا الخالص الذي لا نفرط به بعد كل هذه التضحيات التي قدمت؛ وهذه الدماء الطاهرة الذي سكبت لأجل قضية وطنية ومشروع نضالي جامع؛ ومن أجل ذلك ولاجله سننتصر حتما طال الزمان او قصر .

كل الرحمات لكم يا عيون الحق التي لن تغمض ،،،
والشفاء للجرحى