الرئيسية / كتابات وآراء / هل سيكون رمضان فرصة للمصالحة؟

هل سيكون رمضان فرصة للمصالحة؟

عادل الشجاع
السبت , 27 مايو 2017 الساعة 07:46 مساء
أظن أن الكثيرين يتفقون معي على أن اليمن لا تحتاج إلى شيء في هذه المرحلة قدر حاجتها إلى مصالحة وطنية حقيقية خاصة في هذا الشهر الكريم. إذ لايكفي أن نصوم عن الطعام والشراب ولا نصوم عن القتل وسفك الدماء. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن يكون رمضان فرصة حقيقية لتحريك النفوس التي استمرأت القتل ويساعد على تقريب المسافات وتقليل التناقضات بين مختلف الأطراف المتقاتلة على أرضية من صدق الرغبة في التصالح مع النفس أولا ومع بعضها البعض ثانيا. من منا لا يعرف أنه ليس هناك ما يهدد مسيرة أي مجتمع سوى إبتعاده عن المصالحة مع النفس وإلقاء تبعية ذلك الصراع الذي يمزقه والمخاطر التي تهدده على قوى أخرى مع أن الأزمة اليمنية في جوهرها أزمة ثأرات وتصفية حسابات مكبوتة وارتهان لقوى خارجية تعمل وفق مصالحها بعيدا عن مصلحة اليمنيين ككل. هذه المصالح الموجهة بمصالح الغير هي التي تعطل قدرة الرؤية السلمية للقضايا والأحداث وتدفع الوطن صوب خسائر مكلفة وغير مجدية. والحديث عن المصالحة اليمنية ليس نوعا من الترف السياسي خاصة في هذه الأيام بل هي قراءة موضوعية لأحداث التاريخ وما مرت به الشعوب والتي تؤكد أن المصالحة هي ركيزة أساسية للتقدم والبناء. والمصالحة لا تتحقق بالإكراه بل بالتراضي والتوافق. والشعوب المصالحة مع نفسها هي الشعوب التي تحترم حقوق الإنسان المكفولة في الشرائع السماوية والقوانين الأرضية وضمنت الحرية للجميع. واعتبرت كرامة الإنسان فوق كل شيء. إذا كان المتقاتلون مؤمنين برسالة محمد بن عبدالله فعليهم أن يمتثلوا للسلام حتى في شهر رمضان فقط لكي يتقبل الله صيامهم. علينا أن نبني سلاما مع أنفسنا قبل أن نبحث عن السلام مع الآخرين. فإذا استطعنا أن نبني سلاما مع أنفسنا حينها نستطيع أن نبني سلاما مع الآخرين من أرضية القدرة والتكافؤ. الحرب الدائرة على الأرض اليمنية وبأجساد اليمنيين سببها أن كل طرف ليس لديه منهج واضح في الحياة. لذلك غلبنا الكراهية على المحبة والتعصب على التسامح. فهل سيكون شهر رمضان بداية حقيقية لأن نتصالح مع بعضنا أم أنه سيجعلنا نصب مزيدا من الزيت على نار الكراهية.
دعاء رمضان: اللهم من أحرم الموظفين من مرتباتهم فأحرمه من طعم السعادة. ومن أحرم الأطفال من حليبهم فأحرمه من أطفاله. ومن جعل جلود الناس تضمر من الجوع فاجعل جلده يضمر على عضمه. ومن شقق على الناس فاشقق عليه.

*من صفحته على الفيس بوك