«إعلان عدن» وخطورة انفصال اليمن
سلمان الدوسري
الأحد , 14 مايو 2017
الساعة 09:09
مساء
الحراك الجنوبي الذي يدفع نحو الانفصال، بدا أنه يسير في طريق يسلك اتجاهين، فبعد التقارب مع الشرعية، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي دفعه الانقلاب الحوثي وتطورات اليمن الأخيرة، هناك اتجاه داخل الحراك نحو المضي في المساهمة في استعادة الشرعية والخلاص من الانقلابيين بوصفه هدفا أوليا يجتمع عليه الجنوبيون، ثم البحث عن الانفصال الآمن المتدرج وفق توافق يمني يمني وتفاهمات داخلية، بينما هناك فصيل من الحراك يفضل اتجاها أكثر دراماتيكية بانفصال سريع دون التوقف عند طبيعة المرحلة وخطورتها، وفي تقديري، إن قادة «إعلان عدن» الأخير يعون جيداً أن الانفصال ضرب من الخيال في ظل الظروف الحالية، وربما ليس أكثر من محاولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس هادي بإعفاء القيادي الجنوبي وزير الدولة هاني بن بريك وإحالته إلى التحقيق، وقبل ذلك الإطاحة بمحافظ عدن عيدروس الزبيدي من منصبه، غير أن أي مكاسب سياسية داخلية سيحققها القادة الجنوبيون ستكون وقتية وزائلة في وقت يبحث الجنوبيون تحديداً عن التخلص من سيطرة الحوثيين والمخلوع على زمام الأمور في العاصمة صنعاء.
يحسب لدول الخليج، التي تقود تحالفاً حرر عدن من سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، أنها كانت واضحة في مطالبتها لليمنيين عموماً، والجنوبيين على وجه الخصوص، بالالتفاف حول الشرعية «لبسط سلطة الدولة وسيادتها، واستعادة الأمن والاستقرار في جميع مناطق اليمن، وإعادة الأمور إلى نصابها حتى يتسنى للشعب اليمني الشقيق استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل التي عالجت القضايا اليمنية كافة، بما في ذلك القضية الجنوبية»، وهي رسالة واضحة بأن أي تحركات لحل القضية الجنوبية «يجب أن تتم من خلال الشرعية اليمنية والتوافق اليمني الذي مثلته مخرجات الحوار»، وربما بإمكان الدولة اليمنية، في أعقاب القضاء على انقلاب الحوثي صالح، إعادة فتح ملف قضية الجنوب بعيداً عن الانفصال بشكله الحالي، وأيضاً تقديم بديل للمشروع القديم الجديد وهو الدولة الاتحادية الفيدرالية المكونة من ستة أقاليم، وقد يكون حل مشروع الدولة الاتحادية القادمة من إقليمين شمال وجنوب هو المخرج المناسب للجنوبيين، الذين لم يكن مطلبهم بالانفصال غاية في حد ذاته أو اعتراضا على الوحدة، بقدر ما كان رفضاً للتهميش والاستبداد والمصادرة التي مارستها دولة الوحدة برئاسة المخلوع منذ ما بعد حرب 1994.
الشرق الأوسط
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |