الرئيسية / كتابات وآراء / حلقة ضعف الشرعية

حلقة ضعف الشرعية

أحمد شبح
الاثنين , 31 أكتوبر 2016 الساعة 09:59 مساء
كاد قلبي يقطر دما وأنا أتابع جلسة مجلس الأمن الدولي التي خصصت لمناقشة (الوضع الانساني في اليمن). مؤسف للغاية أن نؤتى من قبل الشماعة الانسانية وأن نتعامس عن مسئولياتنا الوطنية والأخلاقية. بقليل من الخلايا الناعمة والخشنة وأكوام من المنظمات الوهمية والمخابراتية يهزمنا الانقلابيون من خلال الملف الانساني ويحشدون معهم الممثلون والمنافقون من أقطار شتى.
لا يزال الملف الانساني نقطة ضعف في صف الشرعية، والمؤسف أن هذا الضعف يعرفه الجميع.
تتدفق المساعدات ومواد الاغاثة تباعا إلى يد الميليشيات وإن لم تكن أغلفتها تخفي بداخلها شحنات أسلحة فأنها تُمنع عن الشعب وتذهب لمقاتلي الحوثي والمخلوع وتتحول لسلاح لقتل اليمنيين. غالبية من تحدثوا في الجلسة الاممية قالوا أنهم زاروا مناطق ومحافظات خاضعة لسيطرة الميليشيات. يحدث هذا ولم تخرج الشرعية لعرض هذه الحقيقة للعالم، وتحميل الانقلابيين مسئولية اتساع دائرة الفقر. تحدث ضباط التخابر الأممي عن عدم صرف رواتب الموظفين وكأنهم يحملون الشرعية المسئولية، لم تخرج الحكومة لتقول للعالم بأن الرواتب جاهزة وأن انقلاب الحوثي والمخلوع ترفض تسليم الكشوفات وتعرقل وصول المرتبات. هذا العالم الحنون سكت لأكثر من عامين عن قطع مرتبات المحسوبين على الشرعية وفصل رموزها من وظائفهم واحلال بدلهم. الشرعية هي الأخرى مكفوفة عن قول هذا.
بواخر المساعدات تتدفق للانقلابيين وتُمنع عن المحافظات المحررة وحين مضت الشرعية في قطع امدادات الأموال والسلاح عن صنعاء صرخت الأمم متباكية على القاتل لا المقتول.
المشردون من صنعاء وغيرها بمئات الالاف في الداخل وفي دول الجوار، ويتكفل الأشقاء مشكورين بتفويج قوافل المساعدات التي لا تكاد تنقطع للمناطق الشرعية.
في محافظة مأرب مثلا يقطن أكثر من نصف مليون نازح ومشرد نجا من بطش الميليشيات وهاجر باحثا عن حياة وحرية، تبعث لهم الميليشيات عشرات الصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا، ولا بواكي لهم.
الجبهة الحقوقية والاعلامية يعتريها القصور المتسع في نقل معاناة المشردين ومظلوميتهم.
في مأرب أكثر من 100 صحفي واعلامي ومراسل وحوالي 20 مركزا اعلاميا وفي النادر يطرقون هذا الملف، يكفي أن يقف مصور بكاميرته في مداخل المدينة أو عند مكتب النقل الجماعي ليلتقط دموع تلك الأم التي تغتسل بالدموع وهي تودع ولدها البعيد عنها لأكثر من عام، أو بكاء طفل يصرخ رافضا صعود الباص ليفارق والده. مئات النساء والامهات تسافر يوميا إلى مأرب لتشييع شهيد أو زيارة جريح أو لقاء قريب، معاناة النازحين خارج اهتمام الجميع للأسف.
تتدفق الأموال والدعومات من أبواب الشرعية والعسكرية والسلطات المحلية لمشاريع وفعاليات حقوقية واعلامية لكنها غير مُرشدة.
ننجذب لمعارك جانبية ونتناسى معركتنا الأساسية وقضيتنا الكبرى.