جبنـــــاء !
سام الغباري
الأحد , 21 أغسطس 2016
الساعة 06:23
صباحا
- في 2011م ، خرجت القبائل إلى ميدان السبعين للتنديد بإنقلاب \"علي محسن\" ، تلك الوجوه التي كانت عند بابه ، تجمهرت في باب \"صالح\" ، خرج مئات الآلاف لشتم أولاد الشيخ \"الأحمر\" الغاضبين من تقويض الرئيس صالح لسلطاتهم ونفوذهم ، كانوا يذبحون رؤساء الأحزاب على صفحاتهم بمواقع التواصل الإجتماعي ، ويسخرون من حزب التجمع اليمني للإصلاح تحديداً ، حتى وصل \"الحوثيون\" إلى منزل الشيخ الأحمر في \"خمر\" ، ونسفوه !، أصيبت القبائل بالذهول ، وكعادتها بدأت تراجع مواقفها السابقة وتنخرط مع القوة الصاعدة ، دفعوا بآلاف من أبناءهم إلى القتال مع المتمردين ، وهاجموا الرئيس \"هادي\" لأنه لم يكن يملك عصابات تفجّر المنازل ، حتى خلت الشهامة من كل القرى المحيطة بالعاصمة ، فأنفرد الذئاب بالرئيس الجنوبي في \"صنعاء\" الشمالية !.
- دخل مندوبو الحوثيين إلى القصر الجمهوري وأعلنوا دستوراً جديداً ، لم يقاومهم أحد ! ، وحين تسألهم \"الإماميون يعودون ، فماذا أنتم فاعلون؟\" .. يهزون أكتافهم ، وينتقمون من القات المعبأ في أكياسهم بشراهة ، تمت السيطرة على المؤسسات الحكومية ، سحب الحوثيون المدججون بالأسلحة الأختام الرسمية ،وعينوا من طرفهم موظفين أميين للسيطرة على مفاصل المؤسسات مالياً وإدارياً ، وكنوع من إثبات الرجولة هاجم الموظفون الساخطون رئيس الوزراء العجوز الطيب \"محمد سالم باسندوة\" ، ووزراء الإصلاح في حكومة \"بحاح\" ، وكانا وزيرين فقط من ثلاثين وزيراً !.
- اليوم نجدهم يصبون غضبهم على الأستاذ \"محمد اليدومي\" سخطاً من وضع مزرٍ وكارثي ، يحملونه فشل اللجنة الثورية وفسادها ! حتى ظننته نائب \"عبدالملك الحوثي\" !، يخرجون بإتهامات حمقاء عن ملايين الدولارات التي يسترزقها الهاربون في \"الرياض\" من حكومة المملكة ! ، ولا تجد أحدهم يرفع صوته للتنديد بنهب الحوثيين لما قيمته سبعة مليار دولار من خزينة البنك المركزي اليمني .
- نحن شعب يهاجم الضعيف فقط ، ويتكيف مع القوي ، كيفما كان لونه وشكله وبشاعته .. الأمثال الشعبية المتواردة تحكم عوامل الفرد النفسية ، وحين يمتلئ بالغيظ والعجز من تأمين قوت أولاده الصغار ، ينفجر المواطن في وجهي وينعتني بالمرتزق ، وأوصاف قذرة من قاموس الشتائم البائس ؟ ، وهو لا يجرؤ على إطلاق زفرة حارة في وجه مشرف حارته البغيض !.
- تجد آلاف المختطفين من صحفيي التجمع اليمني للإصلاح ، وساسته وكوادره منذ عام ، فلا يتألم لظلمهم أحد أو يطالب بإطلاق سراحهم ، وحين تظهر صورة \"أحمد\" بجوار وفد الكويت ، يتسابقون إلى إطلاق ملايين العبارات التي تتحدث عن مظلومية السفير قيد الإقامة الجبرية ، حتى أن برلمانياً كتب على صفحته مغرداً أنه لم يتمالك نفسه من الدموع على وضع \"أحمد\" المحاط بجنود الإمارات العربية المتحدة !.. يا إلهي ما هذا الدلال الرخو ؟!
- كان في مدينتنا شيخ قاتل ، إنضم إلى الحوثيين وصار منهم ، حين أدخل صفحته أجد الذين يشتمونني يُقبّلون أقدامه ، ويتغنون بعباراته الحكيمة والسديدة ، وفي صفحتي يشتمون أمي في قبرها ، ويشككون في نسبي ، وأخلاقي ، لأنني بلا سلاح ، ولا عصابة ، لأنني بريء طيب ، أتسامح ببساطة ، يجدون في شخصي أقصر الطرق للتنفيس عن وجعهم وأمراضهم ، وجبنهم وذلهم وهوانهم ، وكما هي تلك الصور التي كانت تخرج بزواملها المرعبة ، وجنابيها الثمينة ، وكروشها المتضخمة منذ 2004م ، تتكرر اليوم على الجانب الآخر لتقول في الحوثيين ما لم يقله مجنون ليلى ، غزل ونفاق مقابل قطعة سلاح أو وظيفة حقيرة تحت سياط المجهولين من أصحاب الكُنى المستعارة .
- حين أعود إلى مدينتي لن أحمل السلاح ، فقد أثبّت لأصدقائي أني شجاع بما يكفي لأهدم غرور الجبناء ، وأشارك في تدمير الإنقلاب الوقح بقلم من البلاستيك ، ومحبرة مِـداد سائل .. أنا أكثر قوة من أولئك الضعفاء المهزومين .. أنا فخور بنفسي ، فخور حد الغرور !
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |