اليمن وخيار السلام بالقوة
حمود أبو طالب
الأحد , 19 يونيو 2016
الساعة 08:45
صباحا
وقبل يومين حذر القيادي الحوثي علي البخيتي زعيم الحركة الحوثية من الاستمرار في عرقلة المشاورات السياسية، ومغبة تضليل وفده في المفاوضات بمعلومات غير صحيحة، ومؤكدا له أن المساعي السعودية والخليجية حقيقية ومخلصة لتحقيق تسوية تؤدي إلى سلام في اليمن، وأن هناك دعما دوليا وإقليميا منقطع النظير للتسوية السياسية وإجماعا على مرجعيتها، وهذا لا يتوفر في كثير من الأزمات المشتعلة ويجب توظيفه قبل فوات الأوان. فهل يا ترى يمكن الأمل أو الشعور بقدر من الثقة في أن الحوثيين يريدون حقا التسوية السياسية والسلام لليمن وإنقاذ شعبه الذي ما زال يدفع ثمنا مؤلما متزايدا كل يوم.
كل المعطيات منذ جولات المفاوضات في جنيف وانتهاء بسيناريو المفاوضات في الكويت تؤكد أن لهم مفاهيمهم الخاصة للسياسة ولهم مآربهم التي لا تضع في اعتبارها سلام اليمن وسلامته وطنا وشعبا. والحقيقة التي لا يصح إغفالها أن التعامل اللين للأمم المتحدة عبر مبعوثها مع جماعة الحوثيين والتساهل إزاء خروقاتهم وصلفهم زادهم تهورا وتماديا في تعقيد الأزمة بمحاولة فرض شروطهم الخاصة التي لا يمكن قبولها وتتعارض تماما مع مصلحة اليمن وجيرانه وأمنهم ومصالحهم الوطنية. كما أنهم يتعمدون إطالة الأزمة لزيادة الوضع الإنساني في اليمن سوءا من أجل توظيفه لصالحهم باتهام غيرهم بالزور والبهتان والزيف والتزوير. لقد قطعت عاصفة الحزم شوطا كبيرا وأوشكت على إنهاء الأزمة عسكريا، لكن الرغبة في الحل السياسي الذي كان الخيار الأول الذي سعت إليه المملكة ودول التحالف منذ البداية، هو ما أدى إلى إعطاء فرصة جديدة للحوثيين لبدء مفاوضات مع الحكومة الشرعية في الكويت، لكن إلى الآن لا تبدو الأمور مشجعة على التفاؤل.
لقد طال أمد الأزمة، وانتظر الكل الحكمة اليمانية لإنهائها، لكن يبدو أنه لا مكان لهذه الحكمة لدى من جعلوا اليمن وقودا لنزق طموحهم السياسي الذي لو تحقق سوف يجر اليمن إلى ضياع كامل، ولذلك هل يمكن القول الآن وبعد كل ما حدث، إنه لا سبيل لإنقاذ اليمن إلا بالقوة؟
"نقلا عن عكاظ"
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |