عمو عارف .. !
سام الغباري
الخميس , 25 فبراير 2016
الساعة 07:10
صباحا
- هل رأيت رئيساً يُضرب ! ، والمعسكرات ممتلئة بالجنود ، والسلاح والدبابات ، والطائرات .. هادي لم يخسر معركة ، لأنه لم يُقاتل ؟ لم يستجب له جندي واحد ؟ ، لقد خانوه ! ، قال لهم إذهبوا لنجدة "القشيبي" لكنهم توقفوا في "الأزرقين" ، وصاحوا مخادعين ، إنهم يقتلوننا ! ، ثم تركوا السلاح للحوثيين وفروا ! ، قادة الجيوش ومخازن العتاد والرصاص إستلمه المتمردون مُغلفاً وطرياً ، وليس أسهل من تفجير مخازن السلاح ، لترات قليلة من البنزين كفيلة بتفجير كل شيء ، لكن أحداً لم يفعل ! ، وأنت تصرخ أن "هادي" يخون ! ، هادي الانفصالي ، هادي الفار ، وقد فر إلى عدن لاذ بأهله ، وأعاد تنصيب نفسه رئيساً ، ودعاكم إلى الحوار ، فأرسلتم إليه طائراته التي كان عليها أن تقصف من حاصره ، فقصفتم منزله ، وداره ، سجنتم أخوه ، وكان من عدن يقول لكم إنها الوحدة ، وأنتم تتمردون !
- لولا هادي ، هذا الذي يغيضني بصمته الكبير ، لكان كل من في الضالع قد وضع برميل التشطير ، وقد فَعلت بهم وببلادهم قبائل الانفصال كل ذلك الذبح والألم ، تقاطروا من الشمال لملاحقة رئيس جاء من الجنوب ، فما استوعبته أسوار صنعاء ، وحاصرته .. لولا هادي ، لأعلن كل من الجنوب إنفصالهم عن الشمال بنص الإنقلاب الذي بدأ من صنعاء ، لكنه لم ينفصل وهو بطل حرب الوحدة في صيف ٩٤م ، لعق جراحه ، وأعلن لكل اليمنيين أنه مايزال الرئيس ! ، فأرسلتم إليه قوات وآليات وأسلحة وبوارج عتيدة ما رآها ولا علِم بها ، وهو الرئيس !.
- القائد الأعلى للقوات المسلحة يخشى أن يكتشفه جندي من قواته ، فيقتله ! ، هل رأيت أقسى من هذا ؟ ، مُطارد من شوارع العاصمة ، إلى ذمار ، إب ، الضالع ، لحج .. حتى وصل إلى عدن ، وقال مرة أخرى : أنا الرئيس ! ، وما كان لكم عقل ، مارستم الخيانة وصفقتم لقتلة الجنود ومفجري دور القرآن والمدارس ، كُنتَ تُخزن مع قادة الحوثيين في مقيل واحد ، وأنت تسمعهم يلاحقون ذلك الذي إنتخبته اليمن كلها ، فلا تأبه .. وتأتي اليوم في (بني الحارث) لتصفه بالخائن ! .
- أغلق الرئيس هاتفه خوفاً من رصده بأجهزة الأمن القومي ، فر من عدن بإتجاه حضرموت ، كان يقصد القصر الجمهوري ، وفي نقطة التفتيش القريبة من هناك ، كمن له الجنود الذين أبلغهم قادة متواطئون أن من في موكب السيارات القادم إليهم شخص خطير بحوزته مائة وخمسين مليون دولار ، جاءت التوجيهات إليهم بقتل كل من في الموكب ونهب كل شيء لهم ، وكان العقيد "ذياب القبلي نمران" قائد قوات النجدة بحضرموت ينهب خطوط الإسفلت للحاق بنقطة التفتيش قبل أن يصل الموكب ، إلتقيا هناك ، وتأهب الجنود الذين يحمون الرئيس المقهور للدفاع عنه ، وصاح "ذياب" فيهم ، إنه قائد المنطقة ، دعوه ، دعوه ، فتركوه ونجا الرئيس بإعجوبة ! ، وفي حدود عُمان استوقفوه لأربع ساعات ، لم يكن معه جواز سفر ، ولا أي دليل على أنه الرئيس اليمني ! ، منعه حرس الحدود من اللجوء إليهم ، حتى وصلت التوجيهات ، وكتبوا بأقلامهم على جوازات فارغة أسماءهم ، وعبروا .. ومن هناك إنطلقوا إلى السعودية . - ما أصعب أن تفر من وطنك ، لتلقى من يهنئك بسلامة الهروب ! ، فكيف ذلك وأنت الرئيس الذي تركه الجميع .. كل الناس ، القبائل ، الجنود ، الوزراء ، السياسيون ، الأحزاب ، الأمر صعب للغاية ، وما يزال "هادي" متحملاً كل هذا الوجع الذي يقضي على أمة بأكملها .
- غادر الرئيس اليمني ، وقائد القوات المسلحة بالَعلْم الذي قال أنه ما استلم غيره ، وكان إنقلاب صنعاء الأسود دليلاً على صدق مايقول ! ، وأنت تعرف أكثر من هذا ، ففي اليوم الذي صفقنا لتداول السلطة ، ومشهد الرئيس الجديد يُقدم سلفه عليه في الكرسي عالقاً بأذهاننا ، طُعن الرئيس بالآف الخناجر ، وما سقط .. واليوم ، تحشد أنت ومن معك عليه ، بأي صفة تُطالب اليمنيين لقتال بعضهم ، والتصدي لقيادة الجيش الوطني ، وحرمان الدولة من رمزيتها ، والموظفين من وزرائهم ، والأمة كلها من الرئيس ! ، من أنت لتفعل ذلك ؟ ، ماصفتك العسكرية ؟ ، أنت أمين عام حزب أم وزير دفاع ؟! . - لقد وقف هادي أمام أصابعكم السوداء ، وله ما عليه من الأخطاء التي لم تكن سيئة بالقدر الذي جعلكم تخونونه وتذلونه وتقتلون رفاقه وأحفاده ، وتنقلبون عليه ، وتحطمون بأسه وقدرته ، وتكسرون رئاسته وتدمرون حياته ، وتحولونه إلى شيطان مخيف ، تعوّذوا من أنفسكم أولاً .. وأعيدوا الخارطة كما هي قبل ٢٦ مارس ٢٠١٥م ، وستجدون أن إستغاثة الرجل بجوار المملكة كان ضرورة لوقف الوقاحة السائلة من صنعاء ، لإعادة الإعتبار للقيم ، والأخلاق ، للشهامة التي تيبست في عروق الإنقلابيين ، للعروبة التي فضلتم عليها إيران وروسيا ، للملايين الذين انتخبوا الرئيس فصادرتم حقهم وقطّعتم أيديكم على نبي كاذب ودميم الوجه ، وكان الأولى بك يا "عمو عارف" أن تشير بإصبعك إلى صدرك لتكتشف من المتمرد ! . .. عمو عارف الزوكا .. نحن فقراء وأبناء فلاحين ، بسطاء من الحقل ، تكسونا سمرة القمح ، وتُشبعنا أناشيد الوطن ، وترانيم البطولة ، لكننا لم ولن نسمح لأنفسنا أن نكون فقراء رجولة أمام الحق والرئيس والشرعية الدستورية ، أمام الدولة وإن كانت على عكازين ، ذلك هو الفقر الحقيقي . .. والله المستعان
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |