حلفاء الأمس في السلطة شركاء اليوم بالتسوية؟
عبدالله بن عامر
الخميس , 24 نوفمبر 2011
الساعة 12:40
مساء
المعارضة تهرول نحو إتفاق التسوية متجاوزةً بذلك شباب الثورة وقوى سياسية أصبحت جزء من المشهد سواءً في الشمال أو الجنوب وتتجه السلطة بدورها نحو إعادة إنتاج ذاتها مستفيدةً من إتفاق ليس إلا تقاسماً للسلطة أو كما تعتبره وتتعامل معه , ولكي تخرج من الهيجان الشعبي سارعت اليه مع بعض المناورة التي تقتضي فرض شروط جديدة من خلال تحركات الآلة العسكرية أو تحويلات البنوك والسيارات فالرئيس سيغادر السلطة لكنه لن يغادر اللعبة السياسية وأبناءة سيغادرون الجيش لكنهم لن يغادروا إمبراطورية النفوذ .
قد يقول قائل أن المعارضة لم تكن تحلم بأن تصل الى هذه المرحلة المتقدمة من فرض شروط المنتصر على السلطة بعد ان أجهدها المسير وأظناها التعب وهي تتوسل بتغيير بعض القوانين والمشاركة في حكومة وحدة وطنية فكان للثورة وشبابها الفضل في تغيير المعادلة السياسية لكن هؤلاء الشباب يرفضون التسوية التي تتعاكس مع خطهم الثوري ومع مشروعهم النهضوي في بناء الدولة المدنية دولة العدالة وسيادة القانون وبالتالي فإن ما تدعو اليه السلطة وما تحاول فرضة وكذلك ما تسعى اليه المعارضة التقليدية ليس إلا محاولة لإجهاض المشروع الثوري وكأن الجميع من سلطة ومعارضة قد أتفق على إخماد نيران الثورة وإسكات صوت الشباب الذي كان لهم فضل المبادرة في تأجيج الشعب والدفع به نحو التغيير فهولاء لم يخرجوا إستجابةً لبيان تنظيمي أو تلبية لفتوى عالم دين أو تنفيذاً لنداء قائد عسكري أو لداعي شيخ قبيلة بل حركتهم الأوضاع ودفعتهم نحو الإنتفاضة التي ما فتئت التحول ثورة شعبية ولأننا نتحدث عن ثورة فتاريخ الثورات يقول لنا أن الثورات تنجز بالفعل الثوري وليس بالتسويات السياسية فأبشروا بالثورة الحقيقية الكفيلة بإسقاط حلفاء السلطة بالأمس وشركائها اليوم بالتسوية .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |