الدكتور عبد العزيز المقالح مع الثورة ضد صالح
محمد مصطفى العمراني
الثلاثاء , 15 نوفمبر 2011
الساعة 06:40
صباحا
ومنذ بداية الاعتصامات وتشكل ساحات التغيير وفي مقدمتها ساحة التغيير بصنعاء زار ساحة التغيير وتحدث في منصتها مئات من العلماء والمفكرين والسياسيين اليمنيين والأجانب لقد انتظر شباب ساحة التغيير بصنعاء حضور المقالح لساحة التغيير ولكنه لم يأت فما هو موقف الدكتور عبد العزيز المقالح من الثورة اليمنية السلمية ثورة التغيير والحرية؟!!
لقد طرحت هذا السؤال على أكاديمي من المقربين للدكتور المقالح فأكد لي أنه مع الثورة قلبا وقالبا وانه يوضح موقفه بكتاباته التي ينشرها بين الحين والآخر في الصحف اليمنية والعربية فالمقالح مع التغيير السلمي والثورة الشبابية وضد كل جرائم عصابة صالح وقد نشرت للدكتور المقالح قصيدة بعنوان \" إلى فأر \" ومطلعها :
أتيت مثلما ذهبت ملعون المساء والنهار..
يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار ..
وقد نشرت القصيدة عقب عودة صالح من عاصمته السياسية الرياض وارتكابه مجزرة بشعة حيث استشهد عشرات الثوار منهم الطفل أنس السعيدي فأحدثت أصداء واسعة والحقيقة أن القصيدة لم تكن جديدة ولكنها كانت تعبر عن الواقع تماما وحين وجد القائمون على الإعلام التابع لعائلة صالح أن القصيدة قديمة وإنما أعيد نشرها لأنها تعبر عن الواقع هللوا وكبروا : فضيحة لإعلام المشترك والذي نشر قصيدة قديمة للدكتور المقالح على أنها جديدة وهي قديمة وقد نشرت في ديوانه \"مأرب يتكلم\" وكعادتها أرفقت الخبر بدستة شتائم وسباب واتهامات وكأن القصيدة لم تكن تعبر عن واقع وكأن صالح حبيب الأطفال وليس قاتل النساء والأطفال كما يعلم بذلك القاصي والداني والعالم من أقصاه إلى أقصاه والقصور الذي وقعت فيه بعض هذه الصحف كونها لم تشر لتاريخ القصيدة ؟!!
دعونا من تلك القصيدة بين يدي الآن عددا كبيرا من المقالات التي كتبها المقالح حديثا وسنأخذ كنموذج يوضح موقف المقالح هذا المقال له والذي نشرته صحيفة \"البيان\" الإماراتية بتأريخ 19 ذو القعدة 1432هـ الموافق 8 أكتوبر 2011م بعنوان \" السيناريوهات المقبلة في اليمن\" وأعادت نشرها بعض الصحف والمواقع الإخبارية اليمنية والعربية يقول الدكتور المقالح في مطلع المقال:( كانت المبادرة الخليجية ومازالت تمثل المخرج اليمن والمشرف لأطياف الألوان الملتبسة في الحالة اليمنية..) ويمضي المقالح في سرد مزايا المبادرة الخليجية ليقول بعد ذلك :( وبعدها تم التوقيع على المبادرة من قبل أحزاب اللقاء المشترك وقيادات المؤتمر الشعبي العام وبالتالي اكتملت ملامح العتبة الراسخة للحل السياسي الذي سيكتمل بتوقيع الرئيس علي عبد الله صالح لكنه أبى وناور وداور وظل يستخرج من جعبته سلسلة من الألعاب الأكروباتية العقيمة التي فاضت بالمزيد من التضبيب) .
ويواصل المقالح:( وعلى خط متصل ظل الزخم الجماهيري اليومي مستمرا في ساحات الاعتصام في كافة المدن اليمنية وخاصة صنعاء وتعز وإب كما أدار النظام سلسلة من الحروب والحرائق والاشتعالات في أبين وأرحب وتعز بالإضافة إلى نشر القناصة والبلاطجة وحتى قتل المشاة في
شوارع العاصمة واستمرت أجهزة النظام في استخدام الذراع العسكرية ضد المعتصمين السلميين وترافق كل ذلك مع بورصة إعلام سياسي لا يتورع عن الكذب البواح ويزعم أن أنصار الثورة السلمية يقتلون بعضهم بعضا حتى يدينوا أجهزة النظام ).!!
ويمضي المقالح في تحليل أحداث المشهد اليمني ومستجداته فيقول: (الآن وبعد هذا المسار المؤلم والتراجيدي تكتمل صورة الفشل والخيبة الذين يلاحقان السلطة من خلال التدهور الاقتصادي غير المسبوق والعقاب الجماعي للمواطنين عبر قطع إمدادات الطاقة والغذاء والدواء والماء وانفلات الأسعار من عقالها ومعاناة ملايين المواطنين القابضين على جمر الصبر والخيار السلمي رغما عن ثقافة السلاح وتوفره بالترافق مع القدرة الناجزة لمقارعة أي قوة غاشمة المتلاحقة ) ويمضي المقالح في تحليل مستجدات المشهد السياسي يومها والأصداء الدولية للثورة والحصار الذي يعيشه نظام صالح وحصول توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام والرسائل الذي حملها هذا الحدث برأي المقالح وهي حسب قوله :( احترام الثورة اليمنية السلمية وتجاوز عقبة النظر القاصر ( يقصد من الغرب) لتيارات الإسلام السياسي والنظر للمعطى الأخلاقي الديني الإسلامي بوصفه المعنى الجوهري للإسلام مقابل هذا الوضع الماثل يتحرك النظام نحو سيناريو دموي من خلال نشر مزيدا من القناصة في مختلف المدن اليمنية ).
إلى أن يقول:( تحريك النظام للوحدات العسكرية التابعة له هنا وهناك وعدم التورع في استخدام سلاحي الجو والصواريخ ضد المتظاهرين والعسكريين المؤيدين للثورة بل بعض أطراف من النظام وصل إلى حالة سقيمة من شخصنة الصراع على طريق الجاهلية العربية قبل الإسلام وفي المقابل تشعر الولايات المتحدة الأمريكية بحرج بالغ لان المنظومة العسكرية الضاربة التي أنشأتها وخرسنتها بالمال والسلاح المتطور لم تعد تستخدم لمحاربة الإرهاب كما روج النظام بل تستخدم عمليا ضد المواطنين العزل والعسكريين المنضبطين المؤيدين للتغيير
كما أن رهان النظام على الموقفين الروسي والصيني خبا وتلاشى عطفا على إشارات صينية وروسية بالتوافق مع المنظومة الأوربية في الشأن اليمني بالإضافة إلى دعوة وفد من المعارضة لزيارة موسكو وبكين ذلك هو المشهد وسيقول التاريخ كلمته غدا كما قالها اليوم وغن غدا لناظره قريب). صدقت يا كاتبنا وأديبنا الكبير ..نعم كان هذا هو المشهد ذلك اليوم وقد تغير للأسوأ بخصوص نظام صالح الذي تحول لعصابة مسلحة تستبيح الحرمات وتقتل النساء والأطفال وتقصف البيوت والمستشفيات في إجرام متوحش يخجل منه الصهاينة.
كان ذلك هو المشهد وهذا هو موقف الدكتور عبد العزيز المقالح الواضح كل الوضوح بوقوفه مع الثورة الشبابية السلمية ضد نظام السفاح صالح ، صحيح أن الدكتور المقالح لم يأت لساحة التغيير ولكن ليس الحضور لساحة التغيير شرطا ليكون المرء مع الثورة وفي صفوف مؤيديها ولنراعي ظروف البعض ونتفهم أوضاعهم فهذه العصابة لا تحترم أحد فتحية منا للدكتور عبد العزيز المقالح وللنخبة اليمنية وهي تؤيد الثورة الشبابية السلمية وتعري جرائم عائلة السفاح صالح الدموية التي حفرت قبورها بأيديها وحجزت لها مكانا في مزبلة التاريخ...
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |