الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤١ مساءً

"انهيار إيران سيكون أسرع من انهيار الموصل"

إحسان الفقيه
الاثنين ، ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٣٠ مساءً
يران دولة تحترق من الداخل

تنخرها أزمات قد تنفجر في أي لحظة..

ونظامها يخشى من نار قادمة ستلتهمه من أحشائه كما أطرافه

ونسأل الله العافية وأن لا يكتبنا -عنده- من الشامتين..

*التأمل في الداخل الإيراني يكشف لنا هشاشته، فإيران تعاني معارضة داخلية وخارجية سواء أكانت إسلامية أو ليبرالية أو قومية أو ماركسية

ومشكلة الأقليات المضطهدة كـ (عرب وبلوش وجيلاك وأتراك وأكراد)

وفيها معارضة مسلّحة مثل "جند الله" و"حزب الحياة الحرة".

بالإضافة لوجود إعلام معارض يُحرّض الداخل الإيراني

كقناة "أفق إيران" و "راها".

*الشعب الإيراني يعرف أن دولته نفطيّة

ومع ذلك فيها أكثر من 15 مليون إيراني تحت خط الفقر.

فنظامهم منذ الثورة الإسلامية 1979 وهو من صراع إلى صراع والشعب يرى بعينه ميزانية دولته تذهب لمشاريع الملالي التوسعيّة الخارجية..

لذا إيران في ذعر من هذا الداخل الملتهب القابل للانفجار ومن المجتمع

الذي بدأ يشعر بالغضب من حكومته.

*هذا الذعر جعل إيران تتعاون مع "الشيطان الأكبر" في أفغانستان

والعراق لتُقدّمهما على طبق من ذهب لأمريكا وقد يكفينا أن نُذكّر

بأن (السيستاني) أفتى بحرمة قتال الأمريكان رغم شعار "الموت لأمريكا!!".

إيران تنظر إلى العراق وسوريا وحزب الله ونفوذه في لبنان

كمناطق نفوذ استراتيجية، لذلك نرى الحملات المشبوه في تغيير الديموغرافية لجعل الشيعة أغلبية

مقابل السنة ..

خاصة مع حملات القتل التي تجري على يد عصابات ترويع السنة

لإجبارهم على الرحيل وتركها للشيعة.

بالمقابل.. إيران تعلم يقيناً خطورة المد "الجهادي السنّي" الجارف الذي بدأ يزداد قوة في العراق

والشام ممثلا بالدولة الإسلامية أو ما يطلق عليه البعض تسمية (داعش) – إضافة للنصرة والقاعدة

عموما – بعيدا عن اتهام إيران بأنها خلف داعش، فبالمقابل هناك اتهامات ان السعودية هي من تدعم

داعش

بينما الحقيقة تقول:

إن الدولة الإسلامية أو (داعش) تعادي الاثنتين معا

وتتوعدهما بالويل والثبور وبنفس المقدار ...

إيران تستشعر سخونة نار "الجهاد السني" الذي يقترب من أرض فارس...

هنا إيران تعي تماما أنها بين خيارين أحلاهما مُرّ:

- فإما أن تترك "النار السنيّة" تحرق "الأحلام الفارسيّة"

أو أن تبادر هي -أقصد إيران- إلى مهاجمة العدو قبل أن يصل إليها

لذلك فضلت إيران أن تكون في موقف المهاجم

وعلى أرض غيرها لضمان ابتعاد هذه النار عن الداخل الإيراني السريع

الاشتعال..

فهي غير مستعدة للانتظار خلف النافذة موعد نحرها والتمثيل بها وصلبها

بسكاكين "السُنّة".

لذا استنفرت إيران طاقتها الدينية والسياسية والمالية والبشرية لحماية نفوذها في سوريا وأيضا

لمحاولة اجتثات الخطر قبل أن يصل إليها أو على الأقل لإبقائه محصورا في سوريا.. ف إيران -كما

تعلمون- لا يهُمها تدمير سوريا

ولا سفك دماء شعب سوريا..

الخوف فقط والرعب:

من وصول النار إلى ثوبها الفارسي سريع الاشتعال

(وعلى الظالمين تدور الدوائر)..

*إيران تستميت للحفاظ على مراكز قواها

فسوريا -كما يقول المفكّر عبدالله النفيسي:

"هي بوابة إيران للعالم العربي"..

ولن تجد دمية كالنظام السوري -الذي يمنح حزب الله قوة إضافية-

يحقّق لها أمانيها..
فذهاب النظام السوري سيضرب نفوذ إيران في سوريا ولبنان معاً بل في المنطقة كلها ..

لذلك إيران تشحن آلاف الشباب الشيعي (عقائديا وماليا للقتال بجانب الأسد) والتغرير ببعضهم بجوزات

سفر للجنّة بدعوى

("رأس الحسين" و "قبر زينب")..

*إيران تدفع ثمنا غالياً من دماء أبنائها وتضُخّ أموالًا طائلة على حساب شعبها وأزماته الداخلية..

وما تخوضه في سوريا هو (صراع بقاء).. وأبدا لا تدافع عن النظام العلوي الأسدي..

إنما تدافع عن النظام الإيراني الإثني عشري الذي سينهار اذا ما اقترب

أحفاد ابن الخطاب وابن الوليد من بلاط كسرى وناره "المقدسة".

*لا يغرّنكم الإعلام الإيراني وأنصاره.. والذي يتظاهر بالقوة والتماسك

فهو كما يقول المرجع الشيعي الصرخي:

(إيران رهان خاسر وستنهار أسرع من انهيار الموصل اذا اقتربت داعش).

" عربي 21"