الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٧ مساءً

أصل الحكاية!

عباس القاضي
الثلاثاء ، ٠٢ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
فتح الدرج ( المغل ) ليجمع ما باع به منذ الصباح ، قسمه ثلثين للقات وثلت للغداء ،
عاد للصيدلية وهو يشمر ساعديه ، ليعيد استفتاح رزق يومه من جديد .

دخلت من الباب الزجاجي السكريت ،، وكانت سيدة بالثلث الثالث من العمر .

اعتدل الصيدلي في جلسته ليتناول الوصفة العلاجية التي كان ينتظرها منذ الصباح الباكر ،،، قالت له : ما عندي رشدة ،،، أني أشتي شريط منع الحمل ،،، بلعها الصيدلي مرارة وهو يمد يده إلى المكان المخصص للمطلوب ،،، ناولها وأخذ ثمنه .

لكنها وضعت ساعديها على الفاترينة الزجاجية واستفتحت حديثها بقولها : أصل الحكاية ،،، زوجي راح مع أصحاب الدعوة ،،، شروح اليوم والا بكرة ،،، فال لها الصيدلي بنبرة حادة : طيب ما دخلي أنا روح والا ماروح ؟ واردف : تشتي علاج حق أصحاب الدعوة ؟ ردت عليه ببرود : أصل الحكاية ،،، زوجي يروح معاهم كل مرة ،،، احيانا أسبوع ،،، وأحيانا أسبوعين ،،، وبعض الأحيان شهر ،،، وفي كل مرة يرجع يجلس أسبوع عندنا بعدها يبطل الصلاة ويرجع يسكر .


الصيدلي متأففا :ياعمة ، ياخالة ،،، أنا مو دخلي ،،، يسكر ، يبطر ،، تشتي مني انذيله علاج ؟.

قالت : لا لا يابني ،،، أصل الحكاية ،،، قاطغها : جني انت وحقك أصل الحكاية ،،، خليني افتهن في عمري ،،، الزباين بايشوفونك وبا يقولوا أنا مشغول ،،، وبا يروحوا عند جاري ،،، واستطرد : انت ما تشوفيش الصيدليات قد هن مثل البقالات ؟

قالت : أصل الحكاية ،،، ولم توقف هذه المرة ،،، معي بنت عمرها عشر سنين ،،، قال الصيدلي متذمرا : عشر لا زائد ولا ناقص ؟ قالت : أيوه ،،، كانت رائحة المدرسة ،،،وبعدين في واحد من الحارة اللي جنبنا صوب عليها المسدس واطلق بالرصاصة عليها .

تهلل وجه الصيدلي وهو يقول : أكيد تشتي لها علاج ؟

قالت : لا لا هو ما بقي بيش سلامات ،،، بس البنت افتجعت .
قال : قطر الحديد ،،، اعطيك قطر الحديد .

ردت عليه وهو تهز رأسها مغمضة العينين : لا لا قد شربتها كان معي بقية المضرب من العام .

ثم قالت : اصبر با كمل لك ،،، رحت اشتكي للشرطة ،،، طلبوا أبوه ،،، قال لهم أبوه : تزاعلت أنا وابني ،،، قام سرق المسدس ،،، ونزل إلى الشارع شعمل مقتول هوان لي .

فالت الشرطة : ها سمعتي ،،، اقتنعتي ،،، الولد حدث والاب ما عنده ذنب وقد سلم الباري ،،، هيا روحي لك .

أيوه وبعدين كملتي اليوم الله يكمل عمرك ،،، مادخلش زبون من العصر ،،، قالها الصيدلي وهو يشد شعره وأذنه .

قالت : أصل الحكاية ،،، ذالحين أبوها با يروح مانيش عارف كيف أفاتحه بالموضوع ؟

رد عليها وهو يهم بالحروج تجاهها وبيده المنفضة حق الغبار ،،، هي عمة اتوكلي على الله ،،، لا تفاتحيه الا بعد اسبوع عتدما يكون سكران .

اففففففف قطعت نفسي ،،، تساءل الزبون الجديد : ايش الحكاية ..... مسك المنفضة وانطلق جهة الزبون الجديد ،،، اخرج ،،، عاده جاء لي بايش الحكاية ،،، ما صدقت خرجت أصل الحكاية .