الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٨ صباحاً

العلمانيين في الفضاء والإسلاميين في الأرض

وافي المضري
الأحد ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
في خضم الثورات العربية المباركة رجع الجدل على أشده بين التيارات المختلفة وخاصة التيار العلماني أو الحداثي أو سمهم ما تريد وبين التيار الإسلامي وخاصة تيار الإسلام السياسي ممثل في جماعة الإخوان المسلمين ...

وكل ما أنتصرت ثورة من الثورات العربية سارع قادة التيار العلماني بشن هجوم شرس على التيار الإسلامي واصفينه بالرجعية والتخلف والطالبانية وجميع الأوصاف التي تجعل الإنسان يخاف بل ويتمنى أن الثورات لم تحصل ....

وأكثر شئ لم يدركه العلمانيين العرب إن مشروعهم سلعة مستورده لا يمكن أن يطبق على مجتمعات أسلامية لها عادات وتقاليد وثقافة مختلفة عن المجتمعات الأوربية أو الأمريكية التي باعتهم تلك السلعة . ولهم في الاشتراكية مثل ....

لكن المشكلة الحاصلة الآن بأن التيار العلماني يسيطر على 95 % أو أكثر من وسائل الإعلام العربية إضافة إلى الدعم والمعونة من وسائل الإعلام العالمية .ومشغلين تلك الماكينة الإعلامية الجبارة لليل نهار حتى يخيل لهم أن التيار العلماني هو المسيطر على الشارع مثل سيطرته على المحطات الفضائية ...

وما أن تنزل إلى أرض الواقع حتى تتضح لك الحقيقة بأن التيار العلماني مجرد ظاهرة إعلامية صوتية ليس لها وجود على الأرض بل تكاد في بعض الأقطار العربية تكون غير موجودة مثل ليبيا التي يريد العلمانيين رئاسة الحكومة وعددهم لايتجاوز أصابع اليد الواحدة ....

لذا أريد أن أوجه نصيحة لأصحاب تيار الحداثة والعلمانية بدل إزعاجنا في القنوات الإعلامية والصحف والمواقع الالكترونية أنزلوا إلى الشارع كما يفعل التيار الإسلامي أقنعوا الناس بمشروعكم كي لا تنصدموا كما أنصدم من يمثلونكم في تونس وفي ليبيا وسيحدث ذلك في مصر ولن يقف في اليمن بل سوف يطال جميع الدول العربية والإسلامية لان الشعوب في العادة تتجه نحو من يمد يده أليها ومن يتكلم بثقافتها ودينها ويحافظ على تراثها وعاداتها تقاليدها....