السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً

الخوف الاجتماعي

جبر الضبياني
الخميس ، ٠٣ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
الخوف الاجتماعي مرض معنوي مستشري في المجتمع اليمني يحول دون تحقيق ما يصبوا اليه الشخص من تطلعات وطموحات تنطلق به إلى المستقبل، وهو مرض متوارث منذو القدم استشرى في المجتمع لعدم وجود الحلول الناجعة لكبح جماحه .

الخوف الاجتماعي يبرز بشكل كبير في حالة ما تعرض الشخص لموقفٍ اجتماعي او جماهيري يكون هو في صدارة هذا الموقف في تلك اللحظة يشعر الشخص بالإحراج وترتعد فرائصه وينهار بشكل ملفت حتى وإن كان في جعبة هذا الشخص الكثير من المعلومات الا ان الخوف يسيطر عليه ويطمس كل ما في مخيلته ويجعله يتلعثم امام الحضور .

الخوف الاجتماعي له مسببات جعلته ينتشر بشكل كبير وينخر في البنية الاجتماعية ،ومن أهم هذه المسببات عدم غرس الثقة في الشخص منذو نعومة أظافره ، ويتحمل مسؤولية انتشاره بهذا الشكل الرهيب الأسرة والمدرسة لأن الأسرة هي الحاضن الأول للشخص والتي لم تقوم بدورها في زرع الثقة لدى الشخص حتى لا يواجه أي مشاكل حينما يندمج مع أفراد المجتمع والمدرسة لأنها الحضن الثاني التي يلجأ اليها الطلاب لتطوير مهاراتهم وانطلاقتهم الى المستقبل والمدرسة تتحمل الجزء الاكبر من تفشي هذا المرض لأن من مهامها الرئيسية تعليم الطالب وغرس الثقة بالنفس لديه وهذا الذي يفتقر اليه الطالب .

للحد من انتشار هذا المرض المعنوي لابد من الاهتمام الكبير بالشخص من قبل الآباء في البيت والمدرس في المدرسة، وتعويد الطالب على تحمل المسؤولية وترك المجال له بالتعبير عن ما يجوب بخاطره وإضافة مادة في المنهج الدراسي بالمدرسة تهتم ببناء الشخص وزرع الثقة في نفسه؛ لأن هذا المرض لن يزول الا بتأسيس بنية تعليمية قوية ينطلق منها الطلاب وحينما يتم تأسيس ذلك سينعكس الامر ايجابيا على ابناءنا الطلاب وسيختفي هذا المرض من مجتمعنا او على اقل تقدير سيتم تقليصه ومحاصرته من الانتشار الكبير .

مادام وأن المدرسة هي من تتحمل النصيب الأكبر في انتشار هذا المرض فلابد على المسؤولين على العملية التعليمية في هذا البلد أن يعملوا خطة استراتيجية للحد من هذا المرض الذي يعمل على كبح جماح المواهب اليمنية ويُعطل كل من يطمح في تقديم شيء يخدم المجتمع اليمني .

لابد من تكاتف الجهود من جميع أبناء المجتمع اليمني للعمل على إزالة هذا المرض "الخوف الاجتماعي" من مجتمعنا اليمني فبإزالته سيسود التنافس ويظهر الإبداع ويختفي التكاسل ويبرز النشاط .

اذا تم مكافحة هذا المرض من جسد المجتمع اليمني فسننجو من الركود التعليمي وسنحرك المياه الراكدة، وننطلق الى المستقبل بدون خوف ووجل من المعوقات والاوهام التي تحول دون وصولنا الى المستقبل المنشود .

بالإرادة والعزيمة سنحقق المبتغى ونزيل المرض من مجتمعنا وننطلق إلى العليا بخطىً واثقة وبشموخ وعزة وبتكاتف الجميع سنحقق المبتغى وهو بناء الإنسان الذي هو الهدف والغاية من التنمية التي نسعى إلى تحقيقها.