الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٢ مساءً

همسات وجدانية ,,, من وحي الثورة

عباس القاضي
السبت ، ٢٩ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:١٥ مساءً
نكاد نقترب من الشهر التاسع منذ انطلاقة هذه الثورة المباركة ... ومازالت بقايا النظام تناور لكسب الوقت ضنا منها أن شباب الثورة سيملون وسينفضون من معتصماتهم ويعودون إلى بيوتهم ينتظرون كل يوم نشرة الساعة التاسعة مساءً ليُكَحِلوا عيونهم بفخامة الأخ الرئيس وهو يفتح مشروعا ويدشن آخر التي لو أحصيناها لفاقت ما هو موجود في اليابان أو أمريكا ولكن في الواقع مدرسة هنا ومدرسة هناك تنفذه وحدة خاصة من قبل البنك الدولي لا دخل للحكومة فيها ..أما مخرجات التعليم فللحكومة بصماتها فبعض خريجي الثانوية العامة يكاد يقرا ويكتب أو مشروع طريق نفقاتها بالمليارات لكن ما أن تبدأ الخدمة فيها إلا والحفر قد انتشرت فيها كالسرطان وكأن لها عشرات السنين
النظام الذي ضن أن الشباب سيملون من الاعتصامات لم يدرك أن مللهم من النظام قد بلغ مداه وأنهم لن يقبلوا يَمَنا بوجود مثل هذا النظام وإن كلفهم حياتهم.

ولكن مناورة رأس النظام له ما يبرره لأنه لا يمكن أن تستوعب عقليته بأن يصبح شخصا عاديا يمشي ويزاحم الناس دون أن يسبقه هرج ويلحقه مرج.

هو يرى أن الشعب خدامٌ له يخدمونه حتى إذا ملّ أو شَعَر بدنو أجله ورّثهم لأبنائه كسقط متاع- نحن نلوم أشقاءنا في دول الجوار الذين شكلوا حاجزا أمام أي توجه دولي للضغط على هذا النظام بأن يترك اليمن لأهله,,كونهم الأقرب وأصحاب مصلحة مباشرة من شكل النظام السياسي المتوقع بعد إسقاط النظام.

واللوم الأكبر يقع على عاتق الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية هي صاحبة اليد الطولى في هذه القضية لأن نظرة العالم لدول الخليج كنظرة دول الخليج للملكة من حيث التأثير والتأثر, فتعديل المبادرة خمس مرات ورأس النظام يرفض التوقيع عليها, ولم يتخذ ضده أي إجراء, لم يستطع الشعب اليمني أن يحَمِّلها على حسن النوايا, كما أن وسائل إعلام النظام الذي يظهر المملكة أنها سند ومصدر دعم له, جعل الشعب اليمني يراجع مواقف المملكة عبر التاريخ,, والذي لم يكن موفقا.

فقد وقفت المملكة ضد إرادة الشعب اليمني في ثورة ال26 من سبتمبر1962م وساندت الملكيين ما يقارب عقدا من الزمن, وفي حرب صيف 1994م ساندت الانفصاليين ولم تراعي رغبة الشعب اليمني جنوبه وشماله في التمسك في وحدته .

المملكة لم تستفد من هذه الأحداث التي تؤكد أن إرادة الشعوب فوق رغبات الأشخاص.
لقد تعاونت المملكة مع النظام ضد الشعب اليمني فقد كان الخطأ السياسي الفادح للنظام في موقفه من غزو الكويت في مطلع التسعينات وظهوره كمساند للمعتدي, والذي دفع المملكة إلى خطأ إنساني بطرد ما يقارب المليونين من المغتربين اليمنيين, الذين كانوا أهم من البترول والغاز, كانوا مصدر رئيسي لخزانة دولة وكفالة شعب, كذلك تعاونوا في إعادة صياغة اتفاقية الطائف وعطلوا ما فيها من امتيازات للشعب اليمني من الإقامة المفتوحة والأولوية في العمل, ورُسِّمَت الحدود بشكل نهائي, وسُمِح للملكة باجتزاء بعض الأراضي اليمنية لإظهار خارطة اليمن بشكل يد تتسول.!!
وكان الاحتفال من الجانبين في ترسيم الحدود وكأنه إنجاز عظيم مما أصاب المفكرين والواعين من الجانبين بانتكاسة كبيرة, لأن الاحتفال يجب أن يكون بين البلدان العربية بإزالة الحدود وليس بترسيمها!
وآخر هذه المواقف, موقف المملكة من الثورة الشبابية السلمية .

وما زال أملنا بموقف مُشَرِّف للشعبين لم ينفد.
ومواقف الملك فيصل رحمه الله مازالت ماثلة للعيان, فقد ساهم بحرب على اليمن أميرا وملكا, ولكنه بموقفه العروبي والإسلامي استطاع أن يُغَيِّر هذه النظرة فاحتوى الشعب اليمني وجعل له امتيازات وأولوية في فرص العمل, فنسي الشعب اليمني الآلام والأوجاع, وأحبوا الملك فيصل أكثر من حب شعبه له, ألسنا أرق قلوبا وألين أفئدة, ؟

ونهمس في أذان أشقائنا أن لا خوف عليكم من ثورتنا, نحن نحتاج إلى سنوات ننكفئ فيه إلى الداخل لنصلح ما أفسده هذا النظام , ثم نتجه إلى شواطئنا وبحارنا لنحمي مياهنا الإقليمية من نهب ثرواتنا السمكية, ونردع المعتدين على صيادينا من الأَسر والقرصنة,
لقد عانيتم من هذا النظام وأدخلكم في حرب ليس لها معنى غير مساعدته في قتل مواطنيه وجعل حدودكم في حالة استنفار دائم وجاءكم من قِبَلِهِ القلق نحن نعدكم أن تكون الثورة خيرا لكم وتأمينا لحدودكم.

سنعتمد على أنفسنا ونبني اقتصادنا حتى يأتي اليوم الذي نجمع فيه زكاة أموالنا ونضمه إلى زكاة أموالكم, ثم نطوف به العالم لنبحث عن جائع فنطعمه أو عارٍ فنكسيه, أو حافٍ فنحمله,,,فهل أنتم فاعلون ؟!