الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٩ مساءً

اسماك القرش التي فقدت عقولها ، وصنارة الصياد الماهر !!

علي العمري
الاثنين ، ١٤ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
الجميع يعرف ما مدى خطورة اسماك القرش ( شارك فش ) على اي كائن حي في البحر ، وهذه الأسماك بطبيعتها عدوانية كونها تتمتع بأسنان قوية وفك كبير وقوي وتستطيع مهاجمة اي كائن حي تصادفه امامها ، اسماك القرش تمشي في اسراب ولا تقبل العيش الا بمفردها وتعتمد الهجوم على فرائسها في كل الأحوال .

ولكن هناك صيادين ماهرين يستطيعوا التغلب على ( شارك فش ) وقد يكون هناك صياد مختص لتصيّد تلك الأسماك الخطيرة بصنارته الذكية كون تلك الأسماك لها غريزة عدوانية ولكن لا تتمتع بعقول او لديها اي ذكاء تتمتع به مما يؤدي بها في النهاية الى شبك ذلك الصياد او صنارته الذكية الخاطفة رغم ان لحومها غير صالحة للأكل الا عند بعض الشعوب .

عندنا مثل آخر يقول ( ضربة من اسطى خير من متعلم سنة ) وكل القصة تتمحور حول جانبين متناقضين كلياً ( طرف سياسي ذكي ، وطرف سياسي عنيف غير ذكي ) في الساحة السياسية اليمنية ، ونقصد بالطرف الأول ( الرئيس السابق علي عبدالله صالح ) الذي يمثل حزب المؤتمر الشعبي العام وطريقته الذكية كيف يجرر غرماه الى الوقوع بهم في شبكه او صنارته الذكية الخاطفة والتي ان اراد ان يرمي خطاف الصنارة او نصب الشبك فلا بد ان يجعل فرائسه تندم على اليوم التي فكرت فيه اسماك القرش ( شارك فش ) الاقتراب من منطقة ذلك الصياد الماهر .

من خلال مراقبة الأحداث السياسة التي حصلت في عام 2011 الى يومنا هذا يعتبر هذا الرجل صياد ماهر استطاع ان يوقع بغرمائه في مطبات سياسية كثيرة من خلال تصرفات الطرف الآخر الذي لم يجيد اللعبة السياسة على اصولها ، حيث كان الملفت لتصرف الطرف الذي ناوئ الرئيس السابق وناصبه العدا هو التسرع والعدوانية في جميع التصرفات والاتجاهات التي مارسوها خلال الأزمة التي حصلت ولا زالت قائمة حتى يومنا .

وقد حاولوا جاهدين حتى يوقعوا بهذا السياسي المحنك بدغدغة مشاعر المساكين من اليمنيين تارة بعباءة الدين وتارة بالدعايات المضللة لدى الداخل والخارج ولكن لم يستطيعوا ادارة لعبتهم الخطيرة بالطريقة الصحيحة حتى انعكست عليهم تصرفاتهم الغير ذكية .

الطرف الآخر الذي نقصده هم الإخوان الذين يمثلهم حزب الإصلاح الذين هم بمثابة ( الشرك فش ) الذين اتسموا بالعدوانية من اول يوم مارسوا السياسة وقاموا بمحاولة القضاء المبرح لغريمهم اللدود من خلال التعبئة للشعب اليمني في ضرف كان مناسب ومهيأ لإزاحة الرئيس السابق علي صالح في ضل ( الربيع العربي ) مثلما سموه شيوخ براءة الاختراع الذين كانوا يلعبوا بالحبلين حبل السياسة وحبل الدين حتى طلعوا ( فالصو ) يعني لا من هذا ولا من ذاك اقصد طلعوا من المولد بلا حُمص ورغم هذا فشلوا وأفشلوا ثورتهم .

والمصيبة الكبرى انهم لم يتعلموا من الأحداث ولم يتعلموا كيف ان الآخرين يسجلوا عليهم نقاط سياسية من خلال تصرفاتهم العدوانية والغير عقلانية حتى اصبحوا قاب قوسين او ادنى من الأفول النهائي من الساحة السياسية اليمنية الا من المشاكل التي يزرعونها كل يوم في كل منطقة وجعلوا الجميع اعداء لهم داخلياً وخارجياً والذي تطبقت عليهم مقولة من يزرع الشوك لا يجني الا الشوك .

استخدموا عدة اساليب غير منطقية من خلال ثلاثة اجنحة اسسوها في تيارهم الحزبي ، التيار الأول سياسي من خلاله يفاوضون على المغانم والمكاسب التي يريدوا ان يحصلوا عليها ولا يريدوا ان يشاركهم احد في اي مكسب على ارض المعركة السياسية التي اعتمدوا استراتيجية معينة وهي الأقصاء والتهميش والاجتثاث الذي لم يعلنوا عنه حتى الآن الا انهم سيؤخذون به في حينه .

اما الثاني فهو الجناح الديني الذي جعلوا من الدين سلم تسلقوا عليه الى قلوب الشباب بالتحريض والتعبئة الخاطئة والتي صوروا للشباب بأنهم مختلفين عن الناس وانهم طاهرين مطهرين وكأن هؤلاء المسئولين فتحوا قفاقف جماجم الشباب وصبوا فيها فكر لا يمكن ان يناقشوه مع من كان كونه اتى من اشخاص منزلين من عند الله جل جلاله يعني محرم لأنه من فلسفات المرشد الذي بايعوه ووعدهم بالحور العين .

اما الجناح الثالث هو الجناح العسكري الذي يتغذى من الجناحين السابقين ( السياسي والديني ) ويتأثر بتأثر الأحداث التي تحصل للجناحين الأول والثاني وبهذا يقوم بتنفيذ ما يصدر عن الجناحين السياسي والديني من اوامر بالمقاومة والجهاد ضد من يخالفهم او من ينافسهم او يشاركهم في ملك الله تعالى كونهم هم الأولى بذلك الملك ومن قُتل منهم دخل الجنة ومن قَتل برضه يدخل جنة فيها مالم عين رأت ولا اذنٌ سمعت وبدون حساب وفوق ذلك يتبعانه سبعين حورية .

سياستهم هذه يقوم باستغلالها الرئيس السابق لصالحه ويسجل عليهم نقاط سياسية امام الشعب اليمني وامام الدول الاقليمية والدولية بسب شراستهم وعدم القبول بالمشاركة وعدم القبول بالطرف الآخر شريك سياسي وعدم الاعتراف بالواقع الحاصل والذي لا يستطيعون الخروج عنه وخاصة انهم استصدروا قرار من الأمم المتحدة ( الفصل السابع ) الذي سيكون مسلط على رقابهم قبل غيرهم كونهم لا يدركون كيف يتعاملوا مع الأحداث الجارية بحنكة ولا زالوا مصرين ومصدقين ان عاد لهم اي تأثير على الساحة الشعبية كونهم قد فقدوها ويفقدوا مكانتهم يوماً بعد يوم ان اصرّوا على اسلوبهم الغير ذكي في ادارة الأحداث .

والله من وراء القصد .