الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٠ مساءً

أهالي ماوية بتعز يطالبون بإصلاح مسار الوحدة الوطنية

فوزي العزي
الأحد ، ١٣ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
عاش أبناء شعبنا اليمني العظيم أياماً كئيبة؛ في عهد التشطير البغيض، قبل الوحدة الوطنية؛ حفلت بالفرقة والانقسامات والحروب الداخلية الدامية، وظلت كابوساً ثقيلاً أرقهم، وأصابهم بمرارة الحرمان والتخلف والبؤس والخوف؛ لعدة عقود من الزمن، خصوصاً أهالي المناطق الحدودية بين الشطرين؛ ومنهم أهالي مديرية ماوية، التابعة إدارياً لمحافظة تعز- تقع إلى الجنوب من العاصمة اليمنية صنعاء-. وعندما أشرقت شمس الوحدة الوطنية المباركة؛ بددت ظلام ذلك العهد البغيض في يوم عظيم؛ هو يوم الـ22 من مايو 1990م؛ بقيام الدولة اليمنية الواحدة (الجمهورية اليمنية)؛ التي جمعت أبناء الشطرين في وطن واحد، وهم واحد، ومصير واحد، فضلاً عن أنها عززت العلاقات الأخوية، وبثت روح الألفة والمحبة، ونشرت قيم التكافل والتضامن الاجتماعي فيما بينهم.

ولمزيد من الإيضاح؛ فقد التقيت عدداً من أهالي مديرية ماوية (سلطة، معارضة، مستقلين)؛ من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية، الذين عبروا عن آرائهم ومشاعرهم؛ تجاه هذه الوحدة الغالية، فإلى حصيلة تلك اللقاءات:

نبذة تعريفية عن المديرية
تعتبر مديرية ماوية من أكبر مديريات محافظة تعز من حيث المساحة، وتقع في إطار جزئها الشرقي، وعلى بعد حوالي (48 كيلو متر) من مدينة تعز. ويحدها من الشمال مديرية السبرة ومديرية السياني (محافظة إب)، ومن الجنوب مديرية المسيمير(محافظة لحج) ومديرية دمنة خدير (محافظة تعز)، ومن الشرق مديرية الحشا (محافظة الضالع)، ومن الغرب مديرية التعزية وجزء من مديرية صبر الموادم (محافظة تعز). وتبلغ مساحتها (8611 كم2)، وعدد سكانها (716131) نسمة، وكثافتها السكانية (215نسمة/ كم2). وتتكون إدارياً من (23)عزلة، و(1) مركز مديرية، و(10) حارات، و (133) قرية، و(868) محل تجاري.


عمودنا الفقري
أحمد حمود طاهر حسن- عضو مجلس النواب عن الدائرة (43) بمديرية ماوية- سابقاً، قال:
إن الوحدة الوطنية هي كياننا وعمودنا الفقري، وشيء أساسي في حياة أبناء شعبنا، معتبراً أنها تشكل منجزاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً؛ فقد عملت على القضاء على التوترات والحروب بين الشطرين الممزقين سابقاً، وتوفير الجهود والطاقات، وتعدد الموارد الاقتصادية، وتوسيع الحدود البحرية، مشدداً على ضرورة صيانتها، وعدم تحميلها أية أخطاء يومية أو سياسية داخلية؛ باعتبارها مكسباً محلياً وإقليمياً ودولياً.


براءة الوحدة
أحمد محمد الأسود- رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بالدائرة (43) ماوية – سابقاً؛ قال: تفاءل الناس خيراً بالوحدة؛ فقد أزالت آثار الفرقة البغيضة، والتحم الشطران، وهي نعمة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، كاشفاً أن هناك ممارسات سلبية وأخطاء وقعت في ظل نظام دولة الوحدة؛ أدت لزيادة معاناة المواطنين؛ كشيوع المحسوبية والغلاء وإهدار المال العام والتعامل العنصري المناطقي؛ من قبل بعض المسؤولين تجاه بعض المواطنين... إلخ، مستغرباً في الوقت ذاته من النظرة السطحية القاصرة؛ التي تنظر على أن تلك الأمور نتاج الوحدة؛ ولم تعلم أنها بريئة من ذلك، مطالباً النظام الحاكم بالقضاء على تلك السلبيات، والعمل على تحقيق آمال الشعب اليمني، وأن لا يخيب أمله ورجائه في هذه الوحدة المباركة.


مطلب رباني
أحمد علي إبراهيم- رئيس فرع حزب التجمع اليمني للإصلاح بالدائرة (43) بمديرية ماوية، قال: في البداية أهنئ جميع أبناء هذا الوطن بهذه النعمة الربانية (الوحدة الوطنية)؛ وهي بالنسبة لنا تشكل ديناً ومطلباً ربانياً ملزمين به؛ لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) [آل عمران: 103]. معترفا أن بعض المسؤولين في السلطة الحاكمة السابقة؛ مَنْ حولها إلى فيْد؛ لنهب الثروة وممارسة الظلم، ناصحاً كل المواطنين باختلاف مشاربهم السياسية والفكرية؛ بالحفاظ على هذه النعمة العظيمة، خصوصاً السلطة الحاكمة؛ المسؤول الأول عن حمايتها والحفاظ عليها وترسيخها؛ ليس بالمهرجانات والخطابات والتطبيل والبرع؛ ولكن بإقامة العدل والمساواة ورد الحقوق وإزالة المظالم وإشاعة الحرية، وبالتالي تكون الوحدة في مأمن مما يراد لها.


ميلاد اليمن الجديد
عبد الجليل سرور الفتاحي- رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي بالمديرية، قال: إن وضع اليمن قبل قيام الوحدة الوطنية كان سيئاً جداً؛ فقد تمزقت إلى شطرين متناحرين؛ كل واحد منهما يحكمه نظام تسلطي يبحث عن كيفية القضاء على الآخر، وتتبعه أجهزة أمنية تتابع من يتنقل بين الشطرين، بالإضافة إلى انعدام حرية انتقال التجارة بينهما إلا بالتستر والتخفي، موضحاً أنه تحقق حلم كل إنسان يمني وطني وشريف؛ بقيام الوحدة الوطنية، التي عملت على ترتيب البيت اليمني الواحد، وكان يوم ميلاد اليمن الجديد.
مشيراً إلى أن السلبيات والاختلالات الموجودة- سابقاً وحالياً-؛ لا بد أن يتم معالجتها عن طريق الحوار الوطني البناء، والمطالبة بالحقوق المشروعة، تحت سقف الوحدة وعلى ضوء القانون.


محاسبة المسيئين
أحمد عبده السماوي- عضو في المجلس المحلي بالمديرية، قال: الوحدة اليمنية بالنسبة لنا عقيدة دعا إليها الإسلام، كما نهانا عن الفرقة والتشتت؛ قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)(آل عمران:105).
متمنياً أن يأتي الاحتفاء بقيامها، وقد ترسخت في قلوب أبناء اليمن قاطبة وخاصة جيل الوحدة، مبيناً أن هناك تذمراً كبيراً منها عند أبناء بعض المحافظات الجنوبية؛ نتيجة التصرفات الخاطئة التي تحدث هناك من قبل بعض المسئولين الذين أساءوا بها للوحدة العظيمة. مؤكداً أن هذا يحتم على السلطة الحاكمة مراجعة سياستها، ومحاسبة أولئك المسيئين؛ لكي تسير- أي الوحدة- في الطريق الصحيح المرسوم لها، ويعود مجدها وتألقها.


درع اليمن الواحد
عبد الوهاب عبده غالب الشماري- شيخ عزلة الشميرة، قال: الوحدة الوطنية نعمة مَنَّ الله تعالى بها على كل أبناء شعبنا، وهي درع اليمن الواحد، ومنجز استراتيجي؛ يعتبر نقطة تحول هامة في التاريخ اليمني المعاصر، موضحاً أنها تحققت بفضل الله تعالى، ثم بالجهود الدؤوبة للناس الخيرين والمحبين لوطنهم.
ويضيف قائلاً: ولقد قلت أبياتا شعرية في الوحدة؛ منها:
وحدة الشعب يا حلمنـا الأكبـر ويا أملنـا الوحيد
يـا وردة غرسنــاهــا وسـقينـاهــا بــدم الشـهيــد
وطني أنت حبي ونبضات قلبي وعرقي الوريد
رفــرف يا علــم الوحــدة فـي سمـائنــا المـجيـد
وأعلـن للدنيــا عبقـريــة أبنـاء اليـمــن السـعيـد


الأسرة الواحدة
عبد السلام علي قايد الشرماني- شخصية اجتماعية، قال: الوحدة الوطنية هامة لكل مواطن يمني، ولا رجعة إلى التشطير الماضي البغيض؛ لأنه أمر مستحيل؛ فالوحدة جمعت أهل الشطرين الممزقين في وطن واحد، وأصبحوا يتعايشون كالأخوة في الأسرة الواحدة.


رواسب التشطير
ناصر علي النماري- صاحب عمل حر، قال: قبل الوحدة وجدت الصراعات والحروب بين أبناء الشطرين، لافتاً إلى ظهور أشخاص كانوا يعملون مشاكلاً تضر بالآخرين، ثم يهربون إلى الشطر الآخر؛ فيجدون فيه الحماية والملجأ الآمن، مبيناً أن الوحدة عملت على إزالة تلك الرواسب النتنة، وأصبحت مكسباً عظيماً لليمنيين، وكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية.


الأمن والاستقرار
بدر محمد العزي- تاجر، قال: جاءت الوحدة الوطنية بالأمن والاستقرار، وأصبح أبناء الشعب يتنقلون بين أرجاء الوطن الواحد بدون خوف، ولكنهم- حالياً- يريدون قطف ثمار هذه الوحدة؛ التي تتمثل في توفير الخدمات الهامة؛ كالتعليم والماء والصحة والكهرباء والمواصلات وتحسين ظروفهم المعيشية... إلخ؛ لكي يشعروا بقيمتها وأثرها الملموس على واقعهم.


التيارات الخارجية
عبد العزيز عبد الله الجنيد- مزارع، قال: نحمد الله تعالى تعالى على قيام الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م؛ التي تحققت بفضل الله تعالى، ثم بجهود المخلصين من أبناء شعبنا اليمني.
مؤكداً أنها جاءت بالنهضة التنموية والخدمية، في كل الصُّعُد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، محذراً كل أبناء شعبنا من الانصياع وراء التيارات الخارجية الاستعمارية والمعادية، التي لها عملاء داخل الوطن؛ يعملون على خيانته والإضرار بوحدته المباركة.


الحفاظ على الوحدة
منصور أمين- عامل حرفي، قال: يشعر اليمنيون اليوم بوجود الأرض الواحدة؛ والتي تتمثل في حرية سفرهم وتنقلاتهم بين كل المحافظات بيسر وسهولة، بعكس الماضي قبل تحقيق الوحدة الغالية، مطالباً إياهم بالحفاظ عليها وعلى مكتسباتها المباركة؛ لأن ذلك يعتبر واجباً شرعياً ووطنياً على كل إنسان يمني.


ختاماً
نصل في ختام هذه اللقاءات إلى خلاصة مفادها: أن هناك إجماعاً بين أهالي مديرية ماوية بمحافظة تعز؛ على الحفاظ على الوحدة الوطنية. بالإضافة إلى أنهم يتشبثون بها، ولا يلصقونها بالتجاوزات الإدارية، والاختلالات الأمنية، والفساد، وضعف التنمية، بل يحبونها، وفي ظلها سيحيون، وعنها سيدافعون، ويقدمون كل غالٍ ورخيص؛ من أجل أن تبقى معلماً بارزاً؛ يسمو بالوطن والمواطن على حد سواء، إلى ذٌرَى المجد والعلو والعزة والكرامة.
ومع كل ذلك؛ فإنهم يطالبون الجهات المسؤولة؛ ممثلة بالقيادة السياسية؛ بضرورة تصحيح مسارها، والعمل على سرعة ترجمتها؛ إلى إنجازات خدمية وتنموية؛ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية؛ لكي يستفيد منها كل أبناء الوطن، من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، و كذا تتحقق تطلعاتهم وطموحاتهم في الأمن والسلام والرخاء والتنمية، وبالتالي نضمن بقاء الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا اليمني العظيم.