الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٠ مساءً

"الحركة الحوثية" واستماتتها بالتمسك بالسلاح

جبر الضبياني
الجمعة ، ٠٧ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
سبق وان خاضت الحركة الحوثية ست حروب مع النظام السابق في محافظة صعدة، وقتل في ثنايا تلك الحروب زعيم الحركة "حسين بدر الدين الحوثي" وتدخلت وساطات لإيقاف الحرب بين النظام وحركة الحوثي فكان يحدث توقف من الطرفين ولكن سرعان ما تُخرق الهدنة بين الطرفين وتعود المعارك .

وصلت البلاد إلى انسداد سياسي بين الأطراف السياسية نتيجة لتعنت رأس النظام السابق في مضيه نحو الانفراد بالسلطة مفرداً والتجهيز لتوريث نجله الأكبر لسدة الحكم، فهبت رياح التغيير بالمنطقة العربية حيث اشعل بوعزيزي نفسه بالنار فأيقظ الضمير العربي وكان من ضمن من استجاب لتلك الرياح الشعب اليمني فخرج ضد نظام جثم على صدور اليمنيين اكثر من 33 عام .

حركة الحوثي شاركت بالثورة الفبرايرية كما بقية المكونات السياسية في البلد والفئات الاجتماعية والتكوينات الشبابية فاستبشرنا خيراً بأنها اتجهت نحو العمل السلمي للتعبير عن آراءها تجاه النظام الحاكم وترك السلاح جانباً، ولكن للأسف الشديد لم تستفيد من الثورة الفبرايرية في الانخراط في العمل السلمي، فسرعان ما عادت إلى طبيعتها السابقة في استخدام السلاح لفرض أفكارها على المجتمع اليمني، فبينما نحن نهتف بسقوط نظام علي عبدالله صالح والحركة الحوثية تحرك قواتها نحو التوسع بحجة والجوف .

بعد الغضب الشعبي العارم ضد النظام السابق وقع علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية وتنحى عن السلطة واجريت انتخابات لاختيار عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد وتم تشكيل حكومة وفاق وطني ولكن الحركة الحوثية كانت ترفض كل ما جرى ويحدث من تغيرات سياسية على الواقع فهي استمرت في قتالها بمحافظة حجة وتوقفت بالجوف بعد ان تلقت ضربات موجعة من القبائل هناك .

انبثق عن المبادرة الخليجية التي كان يرفضها الحوثي مؤتمر الحوار الوطني الشامل وشاركت فيه الحركة الحوثية واستبشرنا مرة اخرى بأنها ستتوقف عن العنف وفتح جبهات القتال ولكنها للأسف لم تتوقف من اعمال العنف والتوسع بواسطة السلاح فهي اتجهت اثناء الحوار الوطني بمسارين بالمسار السياسي بمؤتمر الحوار والمسار العسكري بفتح جبهات جديدة للقتال .

اتفق كل من شارك بمؤتمر الحوار الوطني الشامل على مخرجات محددة كان من ضمن هذه المخرجات تسليم السلاح الثقيل الى الدولة ولكن الحركة الحوثية ترفض تسليم السلاح وتستمر في فتح جبهات القتال وتضرب التزامها بتنفيذ مخرجات الحوار عرض الحائط .

حركة الحوثي تشعر بأنها لن تتوسع الابقوة السلاح، ولكن الواقع يقول بأنها تكسب اعداءاً جدد ضدها باستمرار السلاح الثقيل بأيديها مهما حققت من انتشار؛ لان التوسع بقوة السلاح يثير التخوف اكثر لدى المواطن البسيط من هذه الحركة فمادام وقد التزمت الحركة الحوثية بمخرجات الحوار فلابد من تسليمها للسلاح والاتخراط في العملية السياسية وعليها ان تقدم برنامجها السياسي والشعب اليمني هو الحكم في النهاية .