الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥١ صباحاً

ضيافة الأرانب

عباس القاضي
الاثنين ، ٢٧ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لو طلبنا منه أن يحمل شيئا ربع هذه الحمولة لتعلل عامر بعدم قدرته ثقلا ،،، لكنه من أجل الأرانب خف لديه الثقال ،،، من الحوش إلى السقف 45 درجة وأربع بسطات كانت كافية لتكثيف قطرات العرق كأنها الدرر في جبينه ،،، في يوم شديد البرودة ،،، يضع الأولى ويلحق بالثانية ،،، حتى الرابعة بحسب هندسته الذهنية أنها كافية لبيت تحمي الأرانب من البرد ،،، حيث أسند البيت إلى الجدار من الخلف واثنتين بلك في جهة ومثلها في الجهة الأخرى ومن الأمام الباب .

كل هذا والأحفاد يتفرجون كأن قصرا مشيدا ينتظر ضيوفهم ،،، وقد اختاروا المكان بمساعدة الكبار أن يكون في المطبخ الشعبي بالسقف لينالهم بعضا من دفء التنور ،،، أحكم الجوانب والفراغات بقطع من القماش كأنها كانت تنتظر هذه المناسبة ،،، وتم تغطيتها من أعلى بقطعة خشب محكمة القياس ،،، كأن عامر قد قاسها لهذه الوظيفة .

محمد نزل من السقف إلى الشقة ليأخذ البطانية وعبوس لحقه ليأخذ المخدة ،،، ها ،،، إلى أين ؟ صاحوا بصوت واحد : إلى الأرانب ،،، حتى أن عبوس عزز عمله هذا بقوله : الأرنب يبكي ،،، يقصد من البرد ،،، وفرقان يضع خده على الأرض ليلقي نظرة على الأرانب ،،، وصفاء تمد يدها بالطعام للأرانب ،،، وعامر يحذر من المساس بهن .

جاء عامر إلي وفي عينه بعض رجاء ،،، تعودت على قراءتها من ملامحه ،،، فقلت له : أرنب ،،، لصفاء وفرقان ، وأرنب ،،، لمحمد وعبوس ، ولك أنت أرنب ،،، فرح عامر على هذا التمييز الذي يحلم به دائما ،،، ثم قلت له : اطلع وحدد لكل نصيبه وسهمه ،،، قال عامر: ليس الآن ،،، قلت له : لماذا ؟ قال : سأنتظر ثلاثة أيام حتى أرى أيهم أقوى ليكون من نصيبي ثم أوزع الباقي كما ذكرت .

مرت الخميس وهم في السقف لم يغلبهم سوى النوم يلعبون ويمرحون مع الأرانب ،،، وقد حظيت بأحلى مقيل ،،، حيث لا صوت ولا عويل بانشغالهم بالأرانب .

جاءت الجمعة ،،، وبعد أن أتناول الإفطار بالعادة يأتون بطبق من الخضرة خاصة هذا اليوم ،،، لكنه اختفى ،،، سألت : ما السبب قالوا : الأطفال ،،، أخذوا كل الخضار وأطلعوها للأرانب ،،، حينها صحت : من منكن تجيد عمل ملوخية بالأرانب ؟