الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً

المفاجأة

عباس القاضي
الأحد ، ٢٦ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
ثلاث أرانب كانت كافية لتقلب البيت ظهرا على عقب ،،، فقد بدأت عندي عندما أهدانيها عزيز عليَّ ،،، جلبها من مزرعته وهو يقول أسفا : كان المفروض أن أعطيك أنثى للتكاثر ،،، لأن الأرانب الثلاث كلها ذكور .

أخذتها ضاحكا من أسفه ،،، فقد تذكرت السياسة العسكرية الأمريكية مؤخرا ،،، التي تجعل مع كل ثلاثة جنود ، مجندة،،، بعد أن لاحظت انتشار الشذوذ بين مجنديها المرسلين إلى ما وراء البحار .

كنت أقود السيارة وأنا أكاد أطير من الفرح ،،، لهذه المفاجأة الغير متوقعة التي أحملها إلى البيت ،،، خاصة لأحفادي و أصغر أبنائي عامر .

الطريق كانت مزدحمة ،،، فاليوم خميس والاختناقات المرورية في أكثر من مكان في السائلة خاصة بين المستشفى العسكري وسوق عنقاد ،،، والفرح في قلبي يجعلني أبتسم رغم المعاناة .

أخيرا وصلتُ البيت ،،، أخرجتُ ما لدي من السيارة ،،، أضرب الجرس ،،، قلت لهم : خلوا عبوسي ( اصغر أحفادي ) ينزل ،،، نزل عامر ،،، قلت له : أين عبوس ؟ ليش يا بابا ؟ قلت له : كذا ،،، رد علي عامر : أكيد في حاجة ،،، قلت له : ناديه بس وبعدين ستعرف ،،، ناداه والفضول يكاد يقتله ،،، حتى من في البيت كلهم ،،، استغربوا من طلبي هذا و ظلوا ينظرون من دربزين الدرج ،،، يتساءلون ،،، ما الأمر ؟ .

افتح الخانة الخلفية للسيارة ،،، قلت لعامر ،،، عامر خاف من مقلب مرعب ،،، ففتح بعد إصرار ودفْعْ وهو يحمل عبوس على عاتقه ،،، ايش هذا يا عبوس ؟ قال : أرنب ،،، يعرفها من حديقة الحيوانات وما إن قربه منها حتى صاح باكيا يرتجف كالمقرور .

نزل من يستطيع التعامل معها ليأخذهم من آذانهم ،،، ويصعد بهم إلى البيت ،،، وفي الصالة الكبيرة كان أول لقاء .

كانت الدهشة تأخذهم بشكل أحسست أن البيت كلها أصيبت بالهستيريا ،،، والأطفال أنتابهم الخوف والفرح ،،، القلق والانتشاء ،،، طلعوهم السقف ،،، قالتها صاحبتي ،،، حتى تنهي الاحتشاد ،،، فالوقت وقت غداء .

طلعوهم السقف ،،، وهناك بقوا الأطفال بجانبهم يقتربون ويبتعدون ،،، حتى ألفوهم فبدأ عبوس وفرقان وصفاء ومحمد يحتضنون الأرانب ويقبلوهن ،،، وعامر يوزع الأدوار .

نزل عبوس واخذ من الكيس موز وطلع يجري الدرج ،،، ها ها عبوس ؟ أين رائح بالموز ؟ قال : للأرنب ،،، محمد دخل المطبخ ليأخذ صحون السلطة والدرج ،،، لمين ؟ قال : للأرانب ،،، عامر ينزل ،،، إلى أين يا عامر ؟ قال : للحوش سأطلع بلك لأبني لهم بيتا .

تغدينا والأطفال بالسقف عند الأرانب ،،، ونحن نتكلم في الغداء ليس لنا حديث سوى الأرانب .