الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤١ مساءً

حب الجنون وحب الجنون ( 17 )

عباس القاضي
الجمعة ، ٠٣ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
التجاوب كان على أشده ، والتخاطر كان عجيبا ، في تبادل الأدوار، بين متحدث ومنصت ،،، ولهم الحق في ذلك : عروسان في ليلتهما الثانية ، مختليان من البشر،،، أهداهما الكونُ النجمَ والقمر .

قال أحمد : أماني ، اشعر أنني وأنت مركز الكون وكل ما فيه مسخر لنا ، و أردف : بل أنت كل جمال الكون ،،، فأنت حدائقي وواحاتي،،، أنت إزهاري وأفيائي ،،، وما كان لأحمد أن يقول هذا ،،، لولا أن رأى القمر في جبين أماني ، إذ كانت تجلس مواجهة للقمر ،،، وملابسها المهفهفة التي اختارته بعناية ،،، لهذه السهرة ، الأمر الذي أنطقه النثر شعرا ،،، والشعر بحرا من النثرا لو كتبه ، لنافس مواجيد المنفلوطي والرافعي وجبران خليل جبران .

كل هذا وأماني مصغية دون حركة ، وكأنه يرممها ، لا يخاطبها بكلام ،،، هذا الكلام لم يقرأه من كتاب ،،، ولم يسمعه من متحدث يرد على السؤال جواب ،،، إلهام ، أنِزل عليه ،،، نابع من جمال روحه ،،، ومتأثر بجمال بشر وقمر .

" لم أشبع من كلامك يا أحمد " قالتها أماني ،،، استدرارا لنبعه الذي لا ينضب ،،، رد عليها أحمد ضاحكا : كلمة " لم أشبع "، يا أماني ، ذكرني بشيء قالت أماني : ما هو ؟ قال لها : أن تكوني ، قد شعرت بالجوع ،،، قالها أحمد ، على رنين الهاتف ،،، من موظف الاستقبال ،،، رد عليه أحمد ، فأخبره أن صلاح قد أحضر العشاء ،،، و أن العامل في السلم لإيصاله ،،، فضحكوا من قلبيهما على هذه المصادفة ،،، وقال أحمد : لو كنت ذكرت مليون دولار ! .

قالت أماني والدمعة تطير من عينيها : " أنا فدا لك يا صلاح " وتساءلت : هل هناك فتاة لها أخ مثل صلاح أخي ؟ وأردفت : ربي يسعدك ، ويفرحك ، ويمنحك ما تحب .

قال لها أحمد : الله ، الله حتى الدعاء ، يا أماني يحمل مفردات المناسَبة ،،، سعادة ، فرح ، حب ،،، لا فيها عافية ولا رزق ،،، فضحكوا بعد أن قالت أماني : " أنت شتجنني يا أحمد " .
أخذوا العشاء ،،، تناولوه ،،، واصلوا سهرتهم ، يصطحبهم الحب ويرقبهم القمر،،، حتى قرروا النوم وقد استنفدوا الأقوال ،،، ولم يبق سوى الأفعال ،،، ليس مهما من نام على يمين السرير أو من نام على يساره ،،، فهما واحد وإن اختلف أسماؤهما .