الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١١ مساءً

جنون الحب وحب الجنون (7)

عباس القاضي
الأحد ، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٢٠ صباحاً
اليوم تبدو مختلفة ، فهي يوم الزفاف لعروس لم تزف بالأصل ،،، لأن الزفاف هو خروج العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها ،،، و أماني ستبقى في بيت أهلها .

قامت الأسرة باكرا بحسب توجيهات صلاح المفوض من قبل الأب لترتيب العرس و توزيع المهام .

جلسَتْ الأسرة كلها بما فيهم الأب و الأم و اتفقوا على أن يكون العرس مقتصرا عليهم ،،، فرح ، مرح ، و نشوة ،،، بحيث يشعر أحمد أننا كل أهله و أقاربه ،،، و الملاحظ أن أماني كانت تجلس في الأخير و كأنها تبحث عن دور يسند إليها ،،، باغتها صلاح بقوله : و أنت يا أماني ،،، سوف نحضر من تزينك هنا في البيت ،،، فالتفت إليها الجميع مما زاد وجهها احمرارا من شدة الحياء و الخجل ،،، و قد تم كل هذا و أحمد في الديوان ،،، لا يدري بشيء مما يدور .

انفض كل إلى مهمته ،،، و تولى صلاح الجانب الأهم و هو استئجار الفستان و شراء بدلات لأحمد و كذلك ملابس لأماني و بقية أخواته ،،، كذلك إحضار من تزين أماني ،،، و الأب ذهب لإحضار المذبوح و ما يؤكل ،،، و الأم خرجت لشراء المشروبات و الحلوى ،،،و بدأت البنات في شغل البيت ،،، و الأولاد في تركيب الزينة .

أحمد يقبع في زاوية الديوان ،،، يمنى طيف أماني ،،، عيناه متعلقتان بالباب و كل دقيقة تمر وعيناه تزداد جحوظا دون فائدة ،،، و يقول في نفسه : يااا الله ،،، أماني أصبحت زوجتي على سنة الله و رسوله ،،، و مع ذلك لم أرها !!! من كثرة خياله ؛؛؛ نسي صورتها .

دخل صلاح و معه البدلات " قم جربها يا صهير " قالها صلاح مخاطبا احمد و هو يضعها على الشماعة ،،، و أردف : الليلة ، ليلة عرسك انت و أماني ،،، لم يتكلم أحمد في البداية من هول المفاجأة ،،، تنحنح ، بلع الريق ، تشجع ،،، ثم قال : و لكنني ،،،، لم يدعه صلاح يكمل ،،، و قال : سنتولى جميع الترتيبات ،،، و حتى يرفع من معنوياته قال له صلاح : دَين ،،، دين عليك ،،، سوف أقيد عليك كل ريال أنفقناه بعدها سدد براحتك .

قال أحمد : و لكنني لم أر أماني منذ يوم أمس ،،، اشتقت لرؤيتها ،،، و أردف مازحا : أعطني و لو صورة لها ،،، ضحك صلاح من طلبه ،،، و قال " بطل الزنقلة " يا أحمد ،،، ستكون أنت و أماني على الكوشة هذه الليلة ،،، و أردف : هذه حركات من حقهن ،،، يتمنعن و هن الراغبات .

بدت أماني بجانب أحمد على الكوشة ،،، أجمل من ملكة جمال فنزويلا التي اختيرت ملكة جمال الكون ،،، و أخواتها الصغار يرقصن و الأم تزغرد و الأب و الأولاد يصفقون ،،، إلا صلاح ،،، فقد كانت نظراته لأخته غير،،، شعور لا تتسع الكلمات لوصفه .

انتهت السهرة ،،، و دخل أحمد و أماني الغرفة المخصصة لهما ،،، و من فرط شوق أحمد ،،، لم يمهلها أن تخلع أقراطها من أذنيها .

صحوا مع أذان الفجر و قاموا يستعدون للصلاة ،،، صلوا ، قرءوا الأذكار،،، ثم عادوا للقيلولة ،،، وضعت أماني رأسها على صدر أحمد ،،، ثم قالت و هي تعبر عن سعادتها : لو لم يكن لي في هذه الدنيا إلا أن أضع رأسي على صدرك ،،، يا أحمد ،،، لكفاني .