الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٩ صباحاً

دماج والحوثي آفاق وحلول

عبدالعزيز الصلاحي
الجمعة ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
جغرافيا منطقة دماج جزء لا يتجزأ من منطقة صعدة , وصعده تحيط بمنطقة دماج من جميع الجهات ,معظم اهالي صعده ينتمون الى المذهب اليدي , والذي تحول تدريجا الى حركة الحوثي التي تحاول ان تتقرب الى المذهب المؤيد من قبل ايران لعلها تحضي بالدعم والمساندة , في دماج قام الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله بتأسيس دار الحديث , واطلق على نفسه اهل السنة والجماعة , إلا انهم ادخلوا في منهجهم تحريم مالا يوجد نص قطعي على تحريمه ومن ذلك العمل السياسي والحزبي والتظاهرات ولبس البنطال والكرفتا وغيره , وبذلك يكون جماعه تحضي بالتأييد والمساندة من قبل الجارة السعودية , باعتبار انها تتبنى ذلك الفكر وتسانده , ومن هنا من الصعوبة بمكان ان يكون هناك اتفاق او اجتماع بين المنهجين المتناقضين في العقيدة والاهداف , السعودية وإيران دولتان حتى وان اختلفتا سوف يتفقان على العمل بالقانون الدولي الذي يمنع تدخل أي دولة بالشؤون الداخلية لأي دولة أخرى وكذلك بينهما حاجز مائي وهو الخليج العربي , إلا ان الحوثي ودماج ليسا بدولتين حتى يتفقا على العمل بذلك القانون وليس بينهم اية حواجز لا برية ولابحرية , بل ينتمون الى قبيله واحده ومنطقه واحده , تجمعهم اسواق صعده وطرقها وماءها وهواءها وترابها ومصيرها , لكن لم تكن تلك الامور لتشفع لهم حتمية المواجهة وإراقة الدماء ومحاصرة بعضهم بعضا , وعندما نبحث علنا نجد شيئاً يمنع تلك المواجهة ويزيل ذلك الاحتقان المستمر , لم نجد شيئاً يؤدي الى تنازل طرف لطرف آخر , اذا ان كلا الفريقين متعصب لمذهبه واعتقاده فالحوثي يرى الى تلك الجماعة على انهم نواصب وليس لهم من الأمر شيء , وتلك الجماعي ترى ان الحوثي مبتدع وليست عقيدته صحيحة , وهذه هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى التي أبتليت بها هذه الأمه منذ الصدر الاول للإسلام , واستطاع اعداء الدين ان يوسعوا تلك الفجوة ويشعلوا من خلالها نار الفتنه وجحيم الحرب بين أبناء الأمة الواحد التي ترضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا , ولكن بما أن الخلاف والاختلاف سنة الله في خلقه وبما أن الله جعل بعضنا لبعض فتنه كما قال سبحانه ( وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنه أتصبرون ) , فيجب على الجميع ان يبحث عن الأرضية المشتركة التي يمكن للجميع أن يتعايش فيها , وعلى الجميع ان يتحلى بالصبر كما أمر الله سبحانه وان لا ننجر الى العنف والعنف المضاد باعتبار ذلك ليس حلاً على الإطلاق بل أنه يورث الحقد والضغينة عبر الأجيال المتلاحقة , طبعا هناك ارضيه مشتركة يمكن للجميع ان يلتفع حولها , ومن ذلك :

أولا : العمل بقاعدة لنجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما أختلفنا فيه .

ثانياً : العمل والإتفاق على أن حرية الفكر والمعتقد جزء أصيل من حقوق الإنسان المكفولة بجميع القوانين والمواثيق الانسانية والدولة .

ثالثاً : الاتفاق على حرمة الدماء والاموال والاعراض وهذه أيضا من حقوق الإنسان الأصيلة عند المسلمين جميعاً ومكفوله بالقانون الدولي والإنساني .

رابعاً : عدم التدخل في شؤون ومعتقد الآخر ومن ذلك في مسجده أو بيته .

خامساً : حرمة التشهير والتجريح بين الجميع وانما الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنه وتبيين الحق بالتي هي أحسن .

سادسا : خضوع الجميع لسلطة الدولة ومساواتهم في الحقوق والواجبات .

سابعا : حرمة تكفير المسلم .

ثامناً : الاعتراف من الجميع بحق العيش المشترك دون تفرقه أو تمييز .

تاسعا : عدم احتكار وادعاء الحقيقة المطلقة .

يمكن بهذه النقاط ان يخرج الجميع الى بر الأمان وأن يأمن الجميع على عرضه وماله ومستقبل أبناءه , ولكن ادعاء الحقيقه المطلقة وتجاهل الآخر وتنفيذ الأجندات الخارجية لن تنهي المشكلة ولن تأتي بحل وإنما تأتي بالمزيد من الاحتقان والخراب والدمار . والله اعلم