الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً

تعز على شفى حفرة من النار!!

راكان عبدالباسط الجبيحي
الجمعة ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
هي تعز الثورة، تعز الكنانة، تعز الحرية والكرامة، تعز الشجاعة والشهامة، تعز العلم والمعرفة، تعز الاصالة والحضارة، تعز الحب والكرم، تعز التكافل والتراحم، تعز المودة والاحترام، تعز التسامح والاخاء.

حيث تعتبر لؤلؤة وثكنة اليمن لما لها من اهتمام ورعاية شعبية وليس رعاية قيادية ونضرة ثاقبة بجمالها الساخر وطبيعتها الخلابة وكونها المنتجة والمصنعة لكوكبة نجوم العلم.

منذُ اعوام عديدة وتعز لدى اهلها واهالي اليمن ككل تُعرف وتُترجم بما ذكرناه آنفاً. حيث تتسم بثقافتها وابتكارها العلمي والمعرفي.
في وقتنا الراهن وما عاشه الوطن والمواطن ازاء استئصال نظام أزلي كبَّد الوطن وشعبه مكائد وخسائر وصراعات طيلة ثلاثة عقود لا تُحتمل نتائجها ولا تُسترد ديونها.

كانت الحالمة تعز هي السباقة في اجراء عملية الاستئصال والمتمسكة بعجلة التغيير وبسبب ذلك الحشد الشعبي المكثف والذي كانت تعز تتحكم بمطرقة الاندلاع الثوري حتى انتشرت بكل ارجاء اليمن.. فهي الان تُجازى على ما انتجت من اندلاع وجراءة في بداية العملية ووقعت الان تحت قبضة عنصرية وقبلية ومليشيات مسلحة بكل ارجاء المدنية والواقع يُثبت ذلك.

لربما المواطن سمع بما اقرته حكومة الوفاق في جعل تعز عاصمة للثقافة اليمنية وبنفس الوقت شلشلت أياديها من الحزم والجدية والاصرار بما تقوله وتقرره في المجلس حتى تخلت عن المحافظة او لربما تعلم بما يحدث لها وتغض الطرف عن ذلك مما جعل عيون الانظار تثقب على حالها السلبي وهي تحرك المدينة على فرض حمل السلاح وزرع الخوف حتى انحرفت باتجاه انفاق مظلمة وطرق متفرقة.

ان مدينة تعز على حافة الانهيار حتى اصبحت ساحة قتال مسلح وبؤرة حرب قبلية .. فمن يتجول حالياً في شوارعها وينظر اليها وبكل تمعن يفقد صواب الامر الواقع.. حيث تجد نقاط تفتيش عديدة ومكثفة مما يسبب في عرقلة حركة السير دون الاتقان الكامل في اداء تلك المهمة. وفي الوقت ذاته تجد وعلى مسافة قصيرة من تلك النقاط المزورة مليشيات مسلحة تقوم بالقتل والنهب والتخريب امام مرى الناس وهذا دليل يجعلنا ندرك بأن تعز قطعت شريط الانفلات الامني وافتتحت مشروع التقطع القبلي ويدل بوضوح بأن ادارة المحافظة بكامل طاقمها وحقبها لا يؤدون دورهم الوظيفي بما يتطلب الواقع ومستسهلين بالأمر الى حد جعل المدينة تثقب على اكتاف المظاهر المسلحة والتقطعات القبلية.

ان تعز قد دخلت مستنقع الاضطرابات القبلية وتعلقت في عنق الزجاجة فخرجت عن اطار سيطرة الدولة.. فلا تحكمها الدولة ولا يحكمها القيادات المكلفة بذلك ممثلة بالأستاذ/ شوقي احمد هائل ولا يحكمها اهلها. من يحكم تعز هم خلايا نائمة ومليشيات مسلحة لربما يكون سندها هو النظام السابق ليثأر من اهلها ويكون بذلك استرد ما اُخذ منه.

فتعز اصبحت محاصرة من كل الجهات وتعلت مشنقة الصراع القبلي والتقطعات المسلحة حتى اصبحت لعنة في تاريخ الثورة لدى سكانها ولدى الشعب اليمني بأكمله لما تحمل فيها من كل انواع الاساليب السلبية التي حولت مدينة تعز الى شبح مسلح مما جعل المدينة ملطخة بنيران النزاع والثارات القبلية.

فتعز تستغيث ومواطنوها يصرخون ولا يوجد لهم أي ردة فعل او الضرب بيد من حديد من قبل القيادات السياسية في حكومة الوفاق وشاشة موفمبيك حتى نستطيع القول وبكل ثقة وبروح وطنية بأن الثورة الشبابية قد عبرت جسر الظلم والاستبداد واعتنقت شعار الحرية والكرامة والنزاعات بمختلف اشكاله وكذلك ايضاً لا يوجد أية اعتبار او اخاذة الموضوع بجدية من قبل المحافظ حتى يجعلنا نتذكر ونستذكر مقولته الذي صرح بها عند توليه ادارة المحافظة " سوف نجعل تعز كدبي" لكنه اخفق في ذلك ولم يستطيع اعادة المياه الى مجرها وجعل الكرة عالقة في ملعب تعز بين اهلها الذين يتكبدون خسائر بشرية وبكل شتى وسائل القتل والاجرام وبين هؤلاء الذين يرتكبون تلك الاعمال ويتلقونها بروح متفائلة وراحة بال حتى استطاعوا وبالفعل تحويل شعارها الجديد "تعز عاصمة للثقافة اليمنية" الى "تعز عاصمة للسلاح القبلي ".