الخمس الفواسق
عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الأحد , 06 أكتوبر 2013
الساعة 06:40
صباحا
هذه المصفوفة من الأذى التي تلحقه هذه الدواب شر محض مستطير لا أتصور فاسقا من المسلمين يقبل أن يشبه بواحدة منها وإن كان ما يحدثه من إلحاق الضرر والأذى للآخرين لا يقل بشاعة وشناعة مما تلحقه واحدة من هذه الخمس ! ومع ذلك لا فرق بينه وبين الخمس الدواب إذ يجمعه بهن ( الفسق ) كقاسم مشترك ! فسبحان الله !! ياله من استعارة وظف بها الهدي النبوي الشريف تصريف المبنى والمعنى ليتجلى لكل ذي لب عظمة التشريع وفصاحة الشارع الحكيم . وإذا لماذا رخص الشارع قتل فواسق الدواب ومنع قتل فواسق البشر إلا بقضاء يقوم على البينة والبرهان ، بل ومنحهم حق الحياة وممارسة جميع حقوقهم إن تابوا إلى الله وأخلصوا دينهم لله وعفا عنهم ذووالحقوق والدم ! والجواب : رحمة الله التي وسعت كل شيء ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) ولأنهم وقع عليهم التكليف دون فواسق الدواب وعليهم تجري العقوبة والمثوبة دونها ، ولأن الله خلق سائر الخلق والكون لينتفع بها ومنها هذا المكلف بالعبادة ، ومن الانتفاع بمثل هذه الفواسق من الدواب فقه هذا التشبيه والتمثيل المقزز للمخالفين شرع الله والملحقين الضرر بالآخرين كيف حكم عليهم الشرع بالقتل في الحل والحرم !! وكيف جعل منهم صورا لذوي الفسقة من المكلفين المستوجبين على أنفسهم سخط الله وعقابه !!
إن الحاكم الفاسق الذي يشعل نار الفتن بين رعيته ليلهيهم عن محاسبته ومطالبته بحقوقهم عليه ويتفرغ لتثبيت أركان سلطانه والعبث بخيرات وثروات البلاد أشبه ما يكون كتلك الحية التي تبث سمها القاتل في دم ضحيتها فتأخذ من دمه ثم تقتله غير آسفة عليه ، أو أشبه بالعقرب ولا فرق وهو يقتل رعيته وقد وثقوا فيه وأمنوه على أنفسهم وأرضهم ووطنهم ! هذا الحاكم الخبيث له من الغربان الناعقة المشغلة للناس ما يمنحه إمكانية التلاعب والرقص على وتر إثارة النعرات الطائفية والمذهبية وغيرها ، ولا يبالي قاتله الله كم من الدماء تسفك أو كم من الأرواح تزهق بالمئات أو الآلالف لا فرق ، المهم بقاءه على كرسي الحكم حتى يموت أو يموت كل الشعب دونه ، وما يحدث في سوريا ومصر خير شاهد .
لا عجب أن يتحالف الحاكم ( العقرب ) مع الغربان أجهزته الإعلامية الناعقة للتضليل وتزييف الحقائق وخلط الأوراق وإثارة النعرات وبث الإشاعات والشائعات الكاذبة الأفوك ! فإن الفسق يجمعهما وهوى إلحاق الأذى والضرر من طبائعهما ! إلا أن الحاكم الجبان لا يزال يهاب تلك الديكة التي تصيح بالأمة توقظ فيها صلاحها واستقامتها وتحذرها من مغبة الانسياق وراء مخططات حاكمهم الكذوب المضلل الذي أشغلهم بأنفسهم عن بناء أوطانهم وجرهم إلى سفاسف الأمور وأخذ يضرب بعضهم ببعض ، فكان لابد للحاكم من أن يستعين بفاسق ثالث يتكفل بهذه الأصوات النشاز المغردة خارج سربه ، وهنا يأتي دور الحدأة المتربص من حيث لايرى فينقض على قيادات المعارضة كأشبه ما يكون لعمليات الاغتيالات السياسية ! ومع ذلك فلا يزال الحاكم الأكبرإجراما وفسوقا يسيل لعابه وتتوسع مطامعه ويحتاج لتأمين كرسيه ومصالحه بمزيد من الإجراءات الوقائية ، إنه لا يحب المفاجآت ، إنه يحتاج إلى من يقرض وينخر في البنى التحتية ! إنه يحتاج إلى العدو للوطن ، العدو الذي يضرب هنا وهناك، ويكون تحديا يجمع حوله الشعب ليناصروه وينشغلوا به عن حقوقهم المسلوبة ! هذا العدو الذي يجب أن يكون من إنتاجه يمتلك مهارة التخريب والتدمير ويمثل العدو المشترك للجميع ويخضع لأوامره ونواهيه ! وإن أجدر من يمثل هذا الدور هم الفئران الذين ربطوا مصالحهم بمصالح الحاكم فهم طوع أمر الحاكم ينهبون ويسرحون ويمرحون ، يضربون أبراج الكهرباء وأنابيب الغاز والنفط ، ويقطعون الطرقات وغيرذلك . ومع ذلك لا يزال الزعيم قلقا لا يأمن على نفسه يحتاج إلى الفاسق الخامس لتكتمل الصورة ! إنه الكلب العقور .. هذا الكلب قبل أن يكون فاسقا عقورا اشتهر بالوفاء لصاحبه فهو كالجيش الذي يفترض فيه أن يكون وفيا لوطنه وشعبه ليس مرتهنا لحزب أو طائفة أو قبيلة أو مرتهنا للمساعدات الأمريكية أو الغربية ! ولذلك حين ينحرف الجيش عن مهمته الوطنية المناطة به يكون كالكلب العقور الذي يعض أول ما يعض صاحبه وولي نعمته ، وهذا ما فعله الجيش المصري الذي أرهنه الامبارك للمساعدات الأمريكية وجعله ممسوخا ككلب عقور عض وعق شعبه وولي نعمته الشرعي !
إن فساد الحاكم يعني سلسلة من الفسوق يجره بيديه فهو لعمري كالحية النافثة سمها في حياة الناس العامة أو كعقرب يلدغ من يقترب منه فيفسد عليه دينه وخلقه ! فلله ما أعظم هذا التشبيه وما أعظمه من لفتة كريمة تفتح المدارك وتوسع الأفهام وتعلمنا المزيد من التأمل والدراسة لدلالات الألفاظ ومباني المعاني .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,27 أبريل 2025
الساعة 06:01
صباحا
# | اسم العملة | شراء |
---|---|---|
|
دولار أمريكي | 2511.00 |
|
ريال سعودي | 660.00 |
