الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤١ مساءً

الشعب يريد إسقاط« قيادات الحراك»!

فتحي بن لزرق
الخميس ، ١٣ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:١٠ صباحاً
الإهداء: إلى كل قطرة دم سالت على ارض الجنوب من القلب وفاء ان نظل على العهد حتى تشرق شمس الحرية

لايمكن بأي حال من الأحوال لأي طرف من الأطراف في العالم اجمع بإن ينكر بان للشعب في الجنوب قضية تتصل بالهوية والتاريخ والأرض والثروة والشراكة وان قضية الجنوب هي « قضية وطن » تم اجتياحه واحتلاله ومن ثم العمل على تدمير كل شيء فيه بدء من هويته ونهب ثرواته وممارسة الإقصاء والظلم ضد أبنائه.

حينما خرجت جماهير الجنوب في العام 2007 كانت تعبر بخروجها ذلك عن الرفض المطلق لعمليات النهب والتدمير والإقصاء رافضة كل ممارسات نظام الرئيس اليمني صالح الذي تحول من شريك في معادلة الوحدة السلمية التي تم التوقيع عليها في العام 1990 لتيحول لاحقاً إلى طرف مضطهد للطرف الاخر ولم تخرج قط لأجل فلان من القيادات السياسية ..

إختلال العلاقة الوحدوية بين الشمال والجنوب التي أنتجتها حرب صيف 1994 اوجب على الجنوبيين الخروج بعد سنوات من فقدان الأمل بالإصلاح في مسيرات احتجاجية تطالب بعودة الوطن المفقود الذي فقد فيه الجنوبيين كل هويتهم وتاريخهم وحقهم في المشاركة السياسية وعلى طول هذا المسار سقط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى ومثلهم من المعتقلين .

بعد أربع سنوات من النضال تمكن الجنوبيون من الوقوف صفاً واحداً وأدرك الشعب في الجنوب قاطبة ان له قضية عادلة عدالة كل شيء واستطاع ان يكون الشعب في الجنوب هو أول الشعوب التي انتهجت خط النضال السلمي ورفضت أنظمة القمع والظلم العربية وتمكن بذلك من دخول التاريخ من أوسع أبوابه .

مثلما نؤكد ان "الحراك الشعبي في الجنوبي" تمكن من ان يكون الثورة الشعبية السلمية الأولى في تاريخ العرب المعاصر يجب الاعتراف أيضا بإن هذا الحراك وبعد أربع سنوات من انطلاقته يعيش أزمة قيادة حادة لايمكن لأي مخلوق إنكارها .

بعد أربع سنوات من النضال في كافة الساحات الجنوبية علينا اليوم الاعتراف وبلا خجل أو مواربة ان القيادات التي حاولت تزعم الحراك الجنوبي خلال السنوات الماضية كانت ولاتزال "قيادات فاشلة " بكل ماتحمله الكلمة من معنى والاعتراف أيضا ان هذه القيادات لم تورث للجنوب وقضيته خلال السنوات الماضية الا كل مأسي الاختلاف على كل شيء لسبب وبدون أي سبب ..

هذه حقيقة لايمكن لنا إنكارها ابداً ونقولها بملء الفم بعد ان غضضنا الطرف ولسنوات ماضية وحاولنا ستر العورات القبيحة لهذه القيادات التي لم تقدم شيء للجنوب لذا فانه اليوم وبعد ان وصل مد الثورة التحررية في الجنوب إلى كل منزل وشارع في الجنوب فإن علي هذه القيادات ان تتنحى جانبا وان تترك الفرصة لكي يقود الشباب مسيرة التحرر الجنوبية بعيداً عن الوصاية من قبل هذه الأطراف .

علي التيار الشاب الذي أنتجته احتجاجات الجنوب خلال السنوات الماضية ان يتقدم الصف وان يحمل الراية من هذه الأيادي المرتعشة الأنانية وان يمضي بقضيته قدما كونها قضية وطن كاملة الأركان لايمكن التشكيك بها قيد أنملة .

يجب ان يتوقف عبث هذه القيادات بأحلامنا وأمانينا وسعينا لأجل إيجاد وطن حر مستقل يحفظ للإنسان أدميته وكرامته ويقبل بالآخر أيا كان وهذا ما لأاعتقد ان له وجود في عقول قيادات أدمنت الخلاف والانقسام والفشل والهزيمة تجرنا من مربع هزيمة إلى أخر ..

الجنوب أغلى ياسادة وقضيته من أنبل قضايا الوجود قاطبة وفي الجنوب قضية عادلة وشعب يؤمن بها كل الإيمان ولايختلف عليها احد لكن المؤسف ان هذه القضية لم تجد القيادات التي ترتقي إلى عدالة هذه القضية بل وجدت أمامها نظام وحشي استعمل كل وسائل القهر والقتل والتدمير وخلفها وجدت قيادات تعشق الخلاف والانقسام ، نفوسها مملوءة بالنرجسية وحب الذات وجنون العظمة .

"إسقاط قيادات الحراك الجنوبي الحالية" أظنه بات مطلب شعبي لامفر منه فأربع سنوات كانت كافية لتأسيس دولة بكل مقوماتها وليس مجرد تأسيس كيان سياسي موحد فقط وهذا هو مافشلت فيه هذه القيادات ..

نحلم اليوم في الجنوب بإن يتم الدفع بعنصر الشباب إلى الواجهة الشباب المتعلم القادر على حمل لواء وراية قضيته والدفاع عنها والتضحية في سبيلها وطنها فهل يستجيب الشباب لنداء الشعب؟؟

وختاما اود ان اختتم مقالتي بهذه الابيات للشاعر العربي الرائع "فاروق جويدة"

قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟

أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟

لاشيء يبدو في السماء أمامنا

غير الظلام وصورة الجلاد

هو لا يغيب عن العيون كأنه

قدر كيوم البعث والميلاد

قد عشت أصرخ بينكم وأنادي

أبني قصورا من تلال رمادي

أهفو لأرض لا تساوم فرحتي

لا تستبيح كرامتي وعنادي

أشتاق أطفال كحبات الندى

يتراقصون مع الصباح النادي

أهفو لأيام توارى سحرها

صخب الجياد وفرحة الأعياد

أشتقت يوما أن تعود بلادي

غابت وغبنا و انتهت ببعاد

في كل نجم ضل .. حلم ضائع

وسحابة لبست ثياب حداد

وعلى المدى أسراب طير راحل

نسي الغناء ....فصار سرب جراد

هذه بلاد تاجرت في أرضها

وتفرقت شيعا بكل مزاد

لم يبقى من صخب الجياد سوى.... الأسى

تاريخ هذه الأرض بعض جياد

في كل ركن من ربوع بلادي

تبدو أمامي صورة الجلاد

لمحوه من زمن يضاجع أرضها

حملت سفاحا فاستباح الوادي

لم يبق غير صراخ أمس راحل

ومقابر سأمت من الأجداد

وعصابة سرقت نزيف عيوننا

بالقهر... والتدليس... والأحقاد

ماعاد فيها ضوء نجم شارد

ماعاد فيها صوت طير شادي

تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا

وتزورنا دوما بلا ميعاد

شيء تكسر في عيوني بعدما

ضاق الزمان بثورتي و عنادي

أحببتها ......حتى الثمالة بينما

باعت صباها الغض ..... للأوغاد