الرئيس الأسود في البيت الأبيض !
د . أشرف الكبسي
الأحد , 01 سبتمبر 2013
الساعة 07:40
صباحا
لقد كان يوم وصولك إلى قمة العالم ، مبعثاً لتفاؤل الملايين من المظلومين حول العالم ، وراهن عليك ملايين المقهورين في أرجائه ، فأنت في أعينهم (مظلوم سابق) وقطعاً من موقعك الجديد ، ستنتصر لهم ولمعاناتهم ، ولن تكون كسابقيك ممن أعمتهم منطلقاتهم الفوقية ، عن أبجديات قيمهم الإنسانية والأخلاقية ، رغم حديثهم عنها صبح مساء ، فكانت إداراتهم المتعاقبة ، وسياساتهم المتتالية ، سيفاً مسلطاً على رقاب المستضعفين ، فأباحت لنفسها استعباد وغزو الدول وتدميرها ، ونهب ثرواتها وقتل الشعوب وتمزيقها ، وبحجة دفاعها عن أمنها القومي ، هتكت أمن الأفراد وأمان الجماعات ، وبثت طائراتها في أجواء الدنيا ، تقتل الناس بلا قانون أو عدالة وبلا محاكمات ، حتى مقتتها البشرية بلا استثناء إلا ثلة من المرتزقة والعملاء وأنصار الشر من الحلفاء..!
أيها الرئيس... تلمس في بشرتك السوداء (مارتن لوثر كنغ) وهو يصرخ (دعوني أحلم) ، تلمس في بشرتك السوداء قدرة الله عليك ، وحق البشرية جمعاء في الحياة والحرية والعدالة ، وبعيداً عن القوة والإستقواء ، تلمس في بشرتك السوداء المذاقات المرة لدماء وأشلاء وقهر الإنسان في كل مرة تحدثنا فيها عن الإرهاب ، فهو والله نتاجكم والقاعدة وبامتياز صناعتكم ، ومع حفاظك على أمن ومصالح بلادك ، كف عنا أباطيلك وطائراتك وأساطيلك ، كف عنا صلف حروبك وعته سفرائك ، فإن كنت (مظلوم) سابق ، فلا تكن (إنسان) سابق ، فكما أن لكم حقكم في حلمكم الأمريكي الجميل لنا أيضاً حقنا في حلمنا الإنساني البسيط ..!
أيها الرئيس الأسود في البيت الأبيض ، لقد كنت مصيباً قبل سنوات عندما قمت خطيباً في مراسم تسلمك جائزة نوبل للسلام ، قائلاً أنك لم تفعل ما تستحق عليه تلك الجائزة ، وها أنت اليوم أبعد استحقاقا لها من أي وقت مضى ، وأنت تسعى للانقضاض على سوريا وشعبها ، لتعاقب – كما تقول – نظامها على جرائمه ، وقد نصبت من نفسك قاضياً دولياً وجلادا أمميا ، وقد غاب عنك أيها (المظلوم) السابق ، أنه وإن أجرم بحق أناس من شعبه ، فقد أجرمت أنت ونظامك بحق شعوب الأرض كافة ، وبحق الإنسانية جمعاء..!
اخترنا لكم
آخر تحديث
الثلاثاء,12 أغسطس 2025
الساعة 12:01
مساء
# | اسم العملة | شراء |
---|---|---|
|
دولار أمريكي | 1807.00 |
|
ريال سعودي | 473.00 |
