الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٥ صباحاً

الفاشية تطل على مصر

جبر الضبياني
الجمعة ، ١٦ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
خرج الشعب المصري في 25 يناير من عام 2011م ضد حكم محمد حسني مبارك الديكتاتوري الذي حكم بقانون الطوارئ، وأفسد الحياة السياسية المصرية طيلة حكمه دولة مصر الشقيقة، وأثمر الخروج بإسقاط حسني مبارك وزجه السجن هو وبعض القيادات من الحزب الوطني الذي ينتمي اليه حسني مبارك، ولكن ثورة يناير لم تسقط الدولة العميقة التي تغلغلت في جسد مؤسسات الدولة المصرية العسكرية والمدنية .

الثوار نجحوا في ازاحة من كانوا متصدرين المشهد السياسي المصري، ولم يسقطوا من كان خلف هؤلاء والذين كانوا الداعم الرئيسي في افساد كل جميل في ارض الكنانة .

المجلس العسكري ادار المرحلة الانتقالية بعد سقوط مبارك حتى تم التجهيز لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وقد حدث ذلك بانتخابات نيابية ،وفاز فيها الاخوان بأغلبية في مجلس الشعب ولم يستمر مجلس الشعب كثيراً حتى جاء قرار قضائي بحله، وحدثت انتخابات رئاسية فاز فيها المرشح الإخوان "محمد مرسي" وتم تسليم السلطة من المجلس العسكري اليه في 30 من يوليو من عام 2012م واستلم الرئيس مرسي المهمة المثقلة بإرث كبير من حكم مبارك والملغمة بالدولة العقيمة والمخابرات العسكرية .

الدولة العميقة المدعومة بالمال والاعلام حاولت وبكل قوة لفوز شفيق على الرئيس مرسي في الانتخابات ، ولم تستطيع رغم الضخ المالي والحملة الاعلامية لتلميع شفيق وتشويه الرئيس مرسي ، ولكنهم أتوا من بابٍ آخر وهو الوقوف وبكل قوة أمام مرسي ومنعه من تحقيق أي انجاز فبعد تسلم مرسي الرئاسة رسمياً ظهرت المطالب الفئوية على باب قصر الاتحادية وتنظيم المظاهرات في الميادين ونشر الرعب في ارجاء مصر حتى يعكروا صفو المرحلة التي يحكم فيها مرسي ، بل وصل الأمر بهم الى حجز النفط وقطع الكهرباء وتعطيل المرور من أجل تهييج الشارع المصري تجاه الرئيس مرسي .

مرسي أخطأ كثيراً خلال السنة التي حكم فيها وقد اعترف بذلك ولكن أتباع مبارك استغلوا تلك الاخطاء حتى يعودوا الى ما قبل 25 يناير فجاء وقت التنفيذ الذي خطط له أتباع مبارك وبحضور من بعض شباب الثورة المتحمسين ولكن الأمور اتجهت الى أسوأ مما كان يتوقعه شباب الثورة وهي الى عسكرة الدولة بشكل فاضح وقتل كل من يخالف الدولة البوليسية .

من يلحظ الأوضاع بمصر الآن يدرك جلياً بأن عصابة مبارك رجعت وبشكل أجرم مما كانت عليه سابقاً وكأنها تريد أن تأخذ الثأر من ثوار مصر الذين خرجوا ضدهم في ثورة 25 يناير .

مصر بعد 30 يونيو أصبحت دولة فاشية بامتياز بزعامة الفاشي عبد الفتاح السيسي الذي يقتل ويسجن ويكمم الأفواه ويبيد كل من يقف ضد الإجرام الذي يتبناه وما حادثة فض ميداني رابعة العدوية والنهضة عنا ببعيد حيث قُتل المئات وجُرح الآلاف على ايدي قادة الانقلاب .

على ثوار 25 يناير جميعاً ان يتنبهوا ويتوحدوا جميعاً مع اهداف ثورة يناير التي قدمت تضحيات جسيمة ومازالت تقدم الى الآن والا فإن الفاشية ستحكم مصر إلى أبد الآبدين .